قال الكاتب السعودي المقرب من دوائر صنع القرار والمدير العام لقناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي: إن السعودية باتت ملتزمة باليمن، حتى بعد الانتصار في الحرب “عاصفة الحزم” وسقوط ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح.
وأكد خاشقجي في مقاله اليومي بصحيفة الحياة، تحت عنوان “سلام في اليمن.. سلام في السعودية”: “أن الانتصار في اليمن بالنسبة للمملكة، ليس بتحقيق تلك الأهداف قصيرة الأجل وإن كانت مهمة، ومنها سقوط الحوثيين والرئيس المخلوع ودولته العميقة، وإنما بتحقيق سلام كامل في اليمن، كي يكون هناك سلام في السعودية”.
وأوضح أن “الانتصار لن يكون بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء، وإنما بتحقيق أهداف ثورة 2011 اليمنية، ببناء يمن تعددي جديد يقوم على مبادئ الحرية والعدالة واحترام سيادة القانون، وما عدا ذلك يكون استمراراً للحال التي أوصلت اليمن إلى ما كان عليه قبل انقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع، وإهداراً للجهد والروح الإيجابية التي سادت المنطقة بعد إطلاق «عاصفة الحزم»”.
وضرب خاشقجي ، مثلًا بالوضع في العراق، وكيف أسقط جورج بوش الابن، صدام حسين ونظامه في العراق، ولكنه فشل في بناء عراق مستقر جديد على الرغم من قوة أميركا وجبروتها.
وتحدث عن معنى كلمة «سلام كامل» والذي قد يحتاج إلى عام أو اثنين، ولكن لا بد أن تبدأ عملية سياسية في اليمن بعدما تضع الحرب أوزارها، لكي تعلن الرياض أنها حققت أهدافها، وستكون أكثر من أي وقت مضى مراقباً وضامناً وراعياً لها، ولكن لضمان نجاح العملية يجب عليها أن تعيد قراءة الحدث اليمني، فتتخلى عن تلك القراءة الخاطئة التي قادت إلى المبادرة الخليجية الشهيرة، الحريصة على «الاستقرار» فقط بالمحافظة على «النظام» وما هو بنظام، وإنما دولة صالح الخربة التي انفجرت لاحقاً في وجه المملكة، وتستبدلها بقراءة صحيحة للتاريخ، وهي أن ثورة فبراير 2011 تطور حتمي وطبيعي لليمن، وتعبير عن تطلعات غالبية شعبه وهم الشباب، الرافضون للاستبداد، كان حوثياً أو عسكرياً يحكم باليمن مرة أخرى من خلال أمن ومخابرات، وإنما صيغة تشاركية تنظم تعددية المجتمع.
وأضاف خاشقجي: “لقد رفضت المملكة طغيان الحوثي، ليس لأنه واجهة لتمدد إيراني لا تحتمله بجوارها فقط، بل لأنه أيضاً نظام حكم لن ينجح إلا بالقمع والتجبر على بقية مكونات الشعب هناك، بل سيكون أسوأ من صالح”.
ويرى أن أفضل ما تفعله عاصفة الحزم هو «إنهاء الترسانة العسكرية للحوثيين وصالح، مع أني أعلم أنها مقدرات الجيش والأمن التي نهبوها وسيطروا عليها، ولكنّ إنهاءها سيوفر بيئة آمنة وحقيقية لبناء دولة للجميع، ليس فيها قوي يستطيع أن ينقضّ عليها في أي وقت».
كما استنتج أن تحقيق مبادئ وأهداف ثورة فبراير كفيل بتحويل اليمن إلى بلد سعيد منتج، لا فاشل يحكمه ديكتاتور يستجدي المملكة والخليج مالًاً لكي يوفر استقراراً عجز عن توفيره بسوء إدارته وإقصائيته.
ومن المعروف أهمية اليمن جغرافيًا واستراتيجيًا بالنسبة للمملكة السعودية، التي تعتبرها “بوابتها الجنوبية”، ولذلك هبت السعودية لتقود تحالف عربي مكون من 10 دول لتصد الانقلابي الحوثي علي الشرعية، وتقول الرياض إن عاصفة الحزم جاءت استجابة لطلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، وحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر.
ويشارك في العملية العسكرية دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر) باستثناء عُمان، إضافة إلى أن كل من: مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.