بات مخدر الترامادول منافسا كبيرة لأنواع المخدرات الأخرى في مصر، حسبما قالت الإيكونوميست، مبينة أن معظم طوائف الشعب المصري يتناولونه لأغراض مختلفة، بدءا من سائقي سيارات الأجرة والشاحنات، مرورا بالأزواج، لما أشيع عنها من قابلية لتحسين القدرات الجنسية وانتهاء بتقديمها كرشى للمسؤولين في المصالح الحكومية.
السلطة تتعاطاه قبل الشعب:
وتشير الدراسات إلى أن مخدر الترامادول الذي هو في الأصل دواء يستخدم كمسكن قوي، لا يستخدمه فقط العامة من الشعب المصري، بل إنه شائع في الأوساط العليا من المجتمع من نخب وقادة وسياسيين.
وكان اللواء عباس كامل، مدير مكتب عبد الفتاح السيسي، رئيس السلطات الانقلابية في مصر، قد اعتراف في إحدى تسريباته المذاعة قريبا، أنه ومعظم قادة الانقلاب العسكري الذي يديرون الدولة يتناولون مخدر الترامادول ليستعينوا به على مواجهة المشكلات الكبيرة، بحسب ما قاله.
الاستخدام السياسي للترامادول:
وأشارت عدة تقارير ودراسات إلى أن السلطات المصرية تستخدم مخدر الترامادول مع المجندين في الجيش والشرطة، وذلك لإجبارهم على مواجهة المتظاهرين وضمان عدم تأثرهم نفسيا بضربهم أو قتلهم أحيانا.
وبحسب الدراسات، فإن السلطات المصرية تستعين بهذا المخدر لضبط المجندين الذين يوجهون إلى الشوارع، خاصة من بعد الانقلاب العسكري، نظرا لحجم المظاهرات الكبير الذي تواجهه السلطات يوميا، واضطرارها إلى قمعه.
مخدر اقتصادي:
وتظهر تقارير الإيكونوميست أن مخدر الترامادول يعتبر اقتصاديا في سعره بالمقارنة مع المخدرات الأخرى، حيث كان يباع حتى وقت قريب بجنيه وجنيهين فقط، مما ساعد على انتشاره خاصة في الأوساط الدنيا من المجتمع.
وتلفت الجريدة إلى أن سعر المخدر ارتفع خلال الفترة الماضية، ليصل في بعض الأحيان بما يوازي 3 دولارات، إلا أنه بقي في سعره متاحا لمعظم المصريين.
وتبين أن أسعار المخدرات الأخرى، وارتفاعها وصعوبة الحصول عليها، زادت من نسبة الاقبال على الترامادول ليصبح في مصاف المخدرات الأعلى تداولا بين الشعب المصري.
وزادت معدلات استخدام الترامادول بعد ثورة يناير 2011 في مصر، نظرا لضعف السلطات القائمة وعدم قدرتها على ضبط التهريب بشكل قوي، مما سمح بتدفق العقار المخدر من الهند والصين في حاويات لا تتعرض للتفتيش غالبا.
مصر توزع على دول الجوار:
وأوضحت الإيكونومست في تقريرها عن مخدر الترامادول، أن مصر تعتبر نقطة عبور للدواء المخدر غلى دول الجوار، وصارت نقطة تهريب للداخل والخارج، حيث ضبطت السلطات في 2013 فقط 35 مليون حبة من مخدر الترامادول هربت لمصر لتوزع على دول الجوار.