قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري: إن النسيج السياسي لدى إيران يجب أن يراجع مواقفه وأن يبدأ في استيعاب المرحلة الجديدة، معتبراً أن “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية نسفت 15 عاماً من العمل الإيراني باليمن في أقل من 15 دقيقة، على حد تعبيره.
وقال الأنصاري، في مقابلة نشرتها قناة “سي.إن.إن”، الخميس: “إيران عملت على مدار الـ 15 عاماً الماضية على دعم المليشيات الحوثية في اليمن وجلبها لإيران لتأطيرها أيديولوجياً من أجل التأثير على دول الجوار وخاصة السعودية، لكن الملك سلمان نسف هذا البناء في أقل من 15 دقيقة”.
وأشار الأنصاري إلى أن “مشروع تحرير اليمن من القبضة الإيرانية هي بداية لمشروع عربي عظيم سيفرض رأيه الإنساني والسلمي من خلال جميع الوسائل السياسية والدبلوماسية، ولو استدعى الأمر فسيتم حتماً استخدام القوة”.
وأضاف الأنصاري: إن “معظم قصص الفوضى في المنطقة تمت تغذيتها من قبل الحكومة الإيرانية”، مؤكداً أنها “اتبعت أسلوب شق الصفوف كما في العراق واليمن ولبنان وسوريا، فضلاً عن دول أخرى، من خلال بث روح الكراهية عن طريق وكلائها الفوضويين في المنطقة”.
وفي الوقت الذي يسعى فيه النظام الإيراني جاهداً في تصدير ثورته، وإسرافه المليارات من أجل ذلك، قال الأنصاري: إن “النظام في إيران لا يمثل الشريحة الأكبر من مواطنيه، لأن الشعب الإيراني شعب فقير ويعاني من وضع اجتماعي متردٍ”.
وعن عملية “عاصفة الحزم”، يرى الأنصاري أنها “ليست فقط عمليات عسكرية فحسب، إنما سياسية وتاريخية، ومفصلية في ميزان معادلات القوى في المنطقة”، موضحاً: “يجب على النظام السياسي لدى إيران أن يراجع مواقفه، ويبدأ باستيعاب المرحلة الحالية، ويتوقف عن تصديره للثورة ودعم الإرهاب العالمي من خلال دعم المليشيات المسلحة في المنطقة”.
وعن اهتمام إيران بالشأن اليمني، أكد الأنصاري أن إيران بدأت في التدخل في الشأن اليمني منذ 2001، وعملت بهدوء شديد على دعوة الكثير من القيادات الحوثيية واستيعابهم في الحوزات العلمية وتغذيتهم فكرياً ولوجستياً ومالياً وعسكرياً، وأنفقوا عليهم المليارات، والهدف منه التأثير على الأوضاع في المملكة العربية السعودية”.