يبدو أن العلاقات السعودية الإماراتية مرشحة لمزيد من التأزم بعد فشل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في إقناع القيادة السعودية برؤيته لحل الأزمة في اليمن التي تقوم على محاولة استيعاب حليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المتحالف مع “الحوثيين” ضد قوات الشرعية و”التحالف العربي” في عملية “عاصفة الحزم”.
الرفض السعودي جاء واضحا وقاطعا خلال زيارة ولي عهد أبوظبي إلى الرياض الأسبوع الحالي حيث نقل المسؤولون السعوديون الذين التقاهم بن زايد رسالة واضحة من الملك سلمان عبدالعزيز – الذي رفض لقائه- بأن صالح لن يكون جزءا من أي حل في اليمن .
وتشير مصادر سعودية إلى أن ولي عهد أبوظبي أسهب خلال لقائه المسؤوليين السعوديين في شرح كيف أن صالح وابنه احمد ليس لهما علاقة بالحوثيين وأنه مستعد –أي صالح- للتعاون مع السعودية لكن أمام الإصرار السعودي على الرفض ألقى بن زايد ورقته الأخيرة أمام الجانب السعودي وهو عرض بمغادرة صالح وأسرته اليمن والإقامة في أبوظبي مع وقف أي مصادرات أو التنقيب وراء ثروته البالغة أكثر من 60 مليار دولار معظمها في بنوك إماراتية وهو ما رفضته السعودية أيضا بحزم.
وتشير مصادر خليجية مسؤولة في الرياض إلى أنه أمام هذا الصد السعودي ارتكب بن زايد”خطأ” آخر عندما طلب من رجله الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي العمل على” تلميع” صالح ونجله وهو ما فعله ضاحي من خلال ظهوره على قناة روتانا في برنامج “ياهلا شو” حيث أسهب في الحديث عن مناقب صالح ونجله وحزبه وقدرتهم على ضبط الأمور باليمن وأن عدم الاستعانة ب”قدرات صالح الفذة” في التفاوض مع الحوثيين يمثل خسارة كبيرة لليمن والتحالف، حسب تعبيره.
وأشارت المصادر كذلك إلى أن بن زايد قرر كذلك اللجوء للولايات المتحدة و”اللوبيات الصهيونية ” بها لوقف ما يسميه ب”التصلب السعودي ” حيث سيقوم بزيارة لم يكن مخططا لها من قبل لواشنطن يلتقي خلالها يوم الاثنين المقبل الرئيس باراك أوباما والعديد من قيادات اللوبيات الأمريكية وشخصيات أمريكية نافذة في الكونجرس وغيره.
وتوضح المصادر ذاتها أن بن زايد سيحاول خلال الزيارة التحريض ضد السعودية وموقفها من اليمن حيث سبق وحذر أكثر من مرة من أن نتيجة التدخل السعودي ستصب في مصلحة عودة الإخوان إلى الساحة السياسية باليمن مرة أخرى وبما يعتبر تمهيدا لعودة الإسلاميين في دول أخرى أنفقت الإمارات كثيرا لإبعادها وبما يهدد مصالح واشنطن وأبوظبي وإسرائيل معا وان ذلك سيؤثر على خطط مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي بالمنطقة.
وتقول المصادر ذاتها إن بن زايد يهدف أيضا من خلال لقائه بأوباما إلى وقف أي تحرك أمريكي غربي لمصادرة أموال صالح وأسرته طبقا لقرار مجلس الأمن الأخير والموجودة في بنوك إماراتية وتقدر بأكثر من 60 مليار دولار خاصة بِعد مطالبة شخصيات سعودية بضرورة مصادرة أموال صالح وإنفاقها على عملية عاصفة الحزم وإعادة إعمار اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن جهات إماراتية عدة أصيبت ب”الهلع” من قرار مجلس الأمن تجميد أموال صالح وأسرته وتحرك أمريكي أوربي عربي لمصادرتها نهائيا باعتبارها أمولا مسروقة من الشعب وبما يشكل ضربة كبيرة للاقتصاد الإماراتي والتي كانت داعمة لدور أبوظبي في مواجهة الإسلام السياسي بالمنطقة .
وكان الكاتب الصحفي السعودي عثمان العمير رئيس تحرير موقع “إيلاف” والمعروف بقربه من أبوظبي قد دعا في تغير مفاجىء عبر حسابه على ” تويتر” الدول التي تخزن بنوكها بلايين على عبد الله صالح – في إشارة إلى الإمارات- إلى مصادرة هذه الأموال لتمويل عاصفة الحزم والعناية بضحايا الحرب.لتكون عبرة لأي سارق..!
وحذرت المصادر الخليجية من أن تصرف الصدمة الذي يحرك أبوظبي حاليا بعد التطورات المباغتة لها باليمن ومحاولة “تأليب” الإدارة الأمريكية ضد السعودية سيكون له أثار مدمرة على العلاقات الإماراتية السعودية خاصة بعد أن كشفت و”حرقت” الرياض الكثير من أوراق أبوظبي في اليمن والمنطقة.
وأكدت المصادر أن السعودية لا تقبل هذه اللغة التي استخدمها محمد زايد خاصة ولجوئه ل ” اللوبيات الصهيونية” للإيحاء بأن الرياض تغزو اليمن ولا تقصد إحلال السلام فيها.