تصرُّ الشابة الفلسطينية ريم أبو وهدان (18 عاماً)، من قطاع غزة، على ارتداء “الفستان الأبيض”، في الـ(27) من يوليو المقبل، عقب عقد قرانها على إبن عمّها من الضفة الغربية، الأسير محمود أبو وهدان (33 عاماً)، المحكوم بـ(3) مؤبدات و(30) عاماً.
“فسحة أمل”، هذا ما تريد أن تزرعه الشابة أبو وهدان في قلب “خطيبها”، القابع خلف قضبان السجون الإسرائيلية منذ (13 عاماً)، بارتدائها الفستان الأبيض، كما قالت .
وتضيف أبو وهدان: “عندما طلب أهل الأسير محمود، خطبتي لابنهم، لم أتردد في إبداء موافقتي على الارتباط به، رغم أنه يقبع حالياً، في السجون الإسرائيلية، ومحكوم عليه بثلاث مؤبدات، بالإضافة إلى (30) عاماً”.
وتذكر أبو وهدان “أنها تقدّم لـ(خطيبها)، الأسير، فسحة واسعة من الأمل، وتوصل له رسالة مفادها أن الأسر لن يدوم ما دام هناك أمل وإرادة تكسر الهدف الإسرائيلي وراء أسره للفلسطينيين”.
وتشعر أبو وهدان بـ”الفخر” لارتباطها بـ”ابن عمّها” الأسير، مضيفة: ” أقل ما يمكن أن أقدمه لأسير أفنى حياته وعمره في السجون الإسرائيلية، فداءً للأرض والوطن، هي الفرحة”.
وتصف الشابة ريم موافقتها بخطبتها من “الأسير” بـ”المغامرة الرابحة”، التي تكسر من خلالها “شوكة القيد الإسرائيلي”.
وتقول لـ”الأناضول”:” كنتُ في الخامسة من عمري، حينما التقيت بابن عمّي آخر مرّة، لكنني رأيته مجدداً، وهو داخل الأسر، من خلال صور، أرسلتها لي أخته، كما أنه رآني من خلال صور ورقية، أرسلتها له أخته إلى داخل سجنه”.
وتبيّن أبو وهدان أنه في 27 من يوليو القادم، ستزور والدة خطيبها –الأسير محمود- القاطنة في مخيم “بلاطة” بمدينة نابلس بالضفة الغربية، قطاع غزة، لإتمام عقد القران، لافتةً إلى أن عقد القران سيتبعه “إشهار” ترتدي فيه الفستان الأبيض.
“ريم” تنتظر بفارغ الصبر يوم “عقد قرانها”، حتّى تتمكن من زيارة “خطيبها” داخل السجون الإسرائيلية، بناءً على تصريحات يصدرها الجانب الإسرائيلي، لأهالي الأسرى، تسمح بزيارة ذويّهم.
وتؤكد أبو وهدان أنها على استعداد تام لانتظاره حتّى يخرج “حراً” و”منتصراً” من داخل السجون.
وتأمل أبو وهدان بالإفراج عن “خطيبها” المحكوم بـ(3) مؤبدات و(30) عاماً، في أقرب وقتٍ ممكن، مناشدةً الفصائل الفلسطينية المختلفة بعقد صفقات تبادل أسرى “جديدة” لضمان تحرير خطيبها من داخل السجون الإسرائيلية.
واعتقل الجيش الإسرائيلي وهدان عام 2002، وحكم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات و30 عاما إضافية، متهما إياه بالضلوع في التخطيط لعمليات ضد إسرائيل، ويقبع حاليا بسجن “نفحة” الصحراوي.
عيد أبو وهدان، والد (ريم)، عبّر عن شعوره بالفخر، عقب “خطبة” ابنته، من ابن أخيه الأسير.
ويقول أبو وهدان لـ”الأناضول”: إن”الأسر لا يدوم، ومصير محمود أن يخرج من السجون الإسرائيلية، نحن نثق بالمقاومة، ونثق أنهم سيعقدون صفقةً لخروج الأسرى، خاصة المحكومين بالمؤبدات”.
ويضيف “أشعر بالسعادة لأني وابنتي تمكنا من إدخال الفرحة إلى قلب ابني أخي الأسير، القابع خلف قضبان السجون الإسرائيلية”.
وخطبة الأسير الفلسطيني محمود أبو وهدان أعادت الروح إلى قلب أمه، التي قالت إنها اشترت بيتا وجهزته لابنها في حال خروجه من السجن، متناسية حكمه بالمؤبدات الثلاثة، فهي تثق بخروجه، ومعانقته قريبا، حسب قولها.
وأعربت والدته الحاجة “نصرة” عن فرحتها بخطبة وحيدها، وقالت :”أريد أن أخطب لابني، لأزرع في نفسه أملا يعيش لأجله، وحتى ينسى شيئا من معاناته طوال فترة اعتقاله المتواصلة منذ 13 عاما”.
ولم تتمكن الحاجة نصرة من زيارة نجلها القابع في سجن “نفحة” جنوبي إسرائيل منذ نهاية العام الماضي 2014 بسبب مرضها الشديد، وكانت شقيقته فقط هي من تزوره، إلا أنها قررت أن تزوره الأسبوع المقبل، “لترى فرحته بعد خطبته”.
وتقول: “سآخذ معي دبلة (خاتم الخطبة) لمحمود، وسأكتب عليها اسمه واسم ريم، سيفرح بها كثيرا، وربما تُزيل قليلا من حزنه”.
ويقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، وفق إحصائيات لهيئة شؤون الأسرى التابعة للحكومة الفلسطينية.