قالت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية: إن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، سعى لتهدئة التوتر مع حلفائه الخليجيين بعد رفض البرلمان الباكستاني الانضمام إلى التحالف السني، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وهو ما تسبب في انقسام مع شركاء إسلام أباد التجاريين، الذين يزودون باكستان بمعظم ما تحتاجه من مواد بترولية.
وتناولت الشبكة حديث “شريف” خلال كلمة نقلها التليفزيون الباكستاني أمس، عن أن باكستان لا تتخلى عن أصدقائها وشركائها الإستراتيجيين، خاصة عندما يتعرض أمنهم لتهديد.
وذكرت الشبكة أن تصريحات “شريف” تأتي بعد تعليق الرجل الثاني في وزارة الخارجية الإماراتية “أنور محمد”، على قرار البرلمان الباكستاني بالحياد تجاه اليمن، مهددًا بأن إسلام أباد ستدفع الثمن غاليًا نتيجة موقفها المتناقض وغير المتوقع.
وتحدثت الشبكة عن أن الخلاف يظهر المخاطر التي تواجهها باكستان في سعيها لتجنب تأييد أي طرف في الحرب اليمنية، التي تشمل الحوثيين المدعومين من إيران ودولًا عربية.
وذكرت أن السعودية والإمارات يزودان باكستان بكل احتياجاتها تقريبًا من البترول، وذلك وفقًا لمسؤول في وزارة البترول الباكستانية رفض الإفصاح عن هويته.
وأشارت الشبكة إلى قيام البرلمان الباكستاني في 10 أبريل الجاري، بإصدار قرار غير ملزم وبالإجماع يعلن دعمه لسلامة ووحدة الأراضي السعودية، لكنه رفض الموافقة على الطلب السعودي بإرسال قوات برية وجوية وبحرية من أجل قتال الحوثيين، مضيفة أن المؤشر الرئيسي للبورصة الباكستانية انخفض بنسبة 0.3 أمس الاثنين، وذلك بشكل جزئي كرد فعل على تصريحات المسؤول الإماراتي.
وتحدثت الشبكة عن تصريحات “شريف” التي أشار فيها إلى أن حكومته على اتصال مع السعودية وحلفائها في مجلس التعاون الخليجي، لطمأنتهم بأن خيبة أملهم بشأن قرار البرلمان الباكستاني اعتمدت فيما يبدو على تفسير خاطئ للقرار، مؤكدًا على وقوف بلاده جنبًا إلى جنب مع السعودية وتعهد باكستان برد قوي إذا حدث انتهاك للأراضي السعودية.
وذكرت أنه بجانب مسألة اعتماد باكستان على البترول السعودي والإماراتي، فإن الرياض وأبو ظبي بهما عدة ملايين من الباكستانيين الذين يعملون في التشييد والبناء، ويمثلون أكبر مصدر للتحويلات الأجنبية إلى إسلام أباد، مضيفة أن الإمارات تعتبر وجهة مفضلة للباكستانيين من أجل الاستثمار في العقارات.
ونقلت الشبكة عن مستثمرين باكستانيين تأكيدهم على ضرورة إرسال وفد حكومي باكستاني إلى الإمارات، لشرح موقف باكستان في اجتماعات مغلقة تهدف إلى طمأنة الحكومة الإماراتية، خوفًا من تعرض الاستثمارات الباكستانية للخطر.
وذكرت الشبكة أن كثيرًا من البرلمانيين الباكستانيين يحذرون من أن الوقوف مع أي طرف فيما يتعلق بالصراع في اليمن، من شأنه أن يشعل صراعًا طائفيًا بباكستان، التي تقاتل بالفعل المسلحين، وعلى الرغم من أن أغلب سكان باكستان سنة، إلا أنها تضم أكبر نسبة من الشيعة خارج إيران، وتعرضت مساجد الشيعة فيها لهجمات إرهابية منتظمة خلال السنوات الأخيرة.