قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن إعلان الرئيس السيسي عدم وجود تمويل كاف لبناء العاصمة الجديدة أحدث نوعا من البلبلة بشأنها، في الوقت الذي تقول فيه الحكومة إنها ماضية قدما في خطط تنفيذها.
وأضاف الموقع: “ بحسب تصريحات السيسي، فإن مخططات إنشاء العاصمة الجديدة التي أعلنت أثناء المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ الشهر الماضي تعرضت للإلغاء”.
ولفت إلى مانشيت رئيسي لصحيفة الأهرام نقل عن السيسي قوله ” الأولوية لرفع معايير المعيشة لمواطنينا، ولن تكون الموازنة قادرة على تحمل تكلفة بناء العاصمة الجديدة”.
ونقل الموقع بعض ردود الفعل على موقع “التدوين المصغر” تويتر، على تلك التعليقات بينها المستخدم جابر بن ناصر الذي علق قائلا: “هو مشروع العاصمة الجديدة كمان طلع فنكوش؟”
من جانبها، كتبت الإعلامية نادية أبو المجد: “كالعادة، حاول السيسي التفاوض على عدد السنوات التي يستغرقها بناء العاصمة الجديدة، لكن بعد تصريحات وزير الإسكان أن تشييدها قد يستغرق 40 عامًا، اكتشف الجنرال أن الدولة لن تستطيع تحمل الوطأة العظمى لإنشائها”.
وِأشارت أبو المجد إلى المحادثة المتلفزة بين السيسي وحاكم دبي محمد بن راشد المكتوم خلال المؤتمر الاقتصادي، حينما تفاوض على عدد السنوات التي يحتاجها بناء المشروع إلى ثلاث سنوات فحسب.
كما نقل الموقع البريطاني عن حمزة زوبع القيادي بحزب الحرية والعدالة “المنحل”: “لا يمكن تصديق أن يتخلى السيسي عن ذلك المشروع، ولم تكن الأهرام قد نشرت ذلك، ما كنا صدقنا ذلك”.
وبحسب مخططات البناء، فإن العاصمة الجديدة يتوقع لها أن تمتد على مساحة 700 كم مربع، بما يماثل مساحة سنغافورة، كما ذكرت المخططات أنها ستضم مطارًا أكبر من مطار هيثرو في لندن، وحديقة تماثل ضعف “سنترال بارك” بنيويورك، ومنتزها يعادل أربعة أضعاف “ديزني لاند”.
ووفقا للنشرة التوضيحية للمشروع والتي سلمت خلال المؤتمر، فإن العاصمة الجديدة يفترض أن تضم 25 منطقة سكانية، و663 مستشفى وعيادة، و1250 مسجدا وكنيسة، و1.1 مليون منزل يأوي 5 ملايين شخص على الأقل، وفقا لما ذكرته الجارديان.
لكن بالرغم من تصريحات السيسي، قال وزير الإسكان مصطفى مدبولي إن القطاع الخاص سيكون شريكا مع الحكومة لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، لافتا إلى الموازنة المحدودة للدولة التي أعلنها الرئيس. وأضاف الوزير أن الدولة تتأهب حاليا لإبرام اتفاقية شراكة مع شركة إماراتية لم يحدد اسمها. وفقا لصحيفة التحرير.
وفي ذات الأثناء، قال حسن عبد العزيز رئيس الاتحاد المصري للتشييد والبناء: إن ثمة مراجعة حالية تتعلق بشركات البناء المصرية لتنفيذ العاصمة الجديدة، وكذلك المشروعات الأخرى التي تفتق عنها المؤتمر الاقتصادي.
وأورد الموقع مثالاً على حجم الارتباك الذي أحدثته تصريحات السيسي تمثلت في دعوة الإعلامي محمود سعد الرئيس لإشراك العامة في خطط وتفصيلات المشروع قائلا: رغم حماستي للمشروع لكني لا أفهم ما يجري”.
ولفت سعد إلى التضارب الذي يحيط مشروع العاصمة الجديدة، فرغم إعلان السيسي التخلي عن المشروع، لكن وزير الإسكان أعلن تكوين مجموعة فنية تتابع تنفيذه، بل أعلن في بيان آخر بداية العمل فيه خلال ثلاثة أشهر.
ونوه سعد خلال برنامجه آخر النهار إلى تقارير أخرى أفادت بأن السيسي طلب إخلاء الأرض المخصصة للمشروع، طالبا البدء مباشرة في تنفيذه.