شيع جثمان القيادي بجماعة «أنصار الله» في اليمن «محمد عبد الملك الشامي» عصر اليوم الاثنين، في الضاحية الجنوبية في بيروت؛ والتي تُعد معقلا لحزب الله الشيعي، على أن يتم دفنه بجانب قبر القائد العسكري للحزب «عماد مغنية».
ولقي «الشامي»، الذي يعد الزعيم الروحي للحوثيين، مصرعه متأثرا بإصابته، بعد تفجير تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» في مسجد الحشحوش، والذي قُتل فيه حينها عدد من المصلين في 20 مارس/أذار الماضي.
وبحسب ما نشره موقع «جنوبية» اللبناني، يعتبر «الشامي» ضابط ارتباط بين الحوثيين والإيرانيين، حيث كان المبعوث الخاص لـ«عبدالملك الحوثي» إلى لبنان وسوريا وإيران. فيما انتشرت بين أنصار حزب الله دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحث على «المشاركة في وداع الشامي، وتشييع جثمانه».
وأوضح الموقع أن «الشامي» هاجر قبل 17 عاما إلى سوريا للدراسة في حوزة «الخميني» في دمشق، وذلك بترشيح من مؤسس الحركة الحوثية «حسين الحوثي».
وعمل «الشامي» خلال دراسته في دمشق على استقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الحوزات، وكان يتولى توزيعهم على كل من لبنان وسوريا وإيران، وإعادة إرسالهم للعمل ضمن تشكيلات الحركة الحوثية.
وكان «الشامي» يعد لتأسيس مدارس في اليمن، تكون فرعا لمدارس «المصطفى» في بيروت، إضافة إلى تشكيل إطار إداري موحد للحوزات والمدارس الشيعية في اليمن، ويكون هو المشرف عليها بتكليف من «عبد الملك الحوثي»، وذلك طبقا لما قالته صحيفة «عربي 21».
ويشير دفن زعيم الحوثيين اليمنيين في لبنان، وليس في بلاده اليمن، بحسب الصحيفة، إلى التأكيد على أن «الشامي» كان يتم إعداده ليكون المرجع الشيعي في اليمن، كما هو حال المراجع الدينية البارزة لدى الطائفة الشيعية، فضلا عن التأكيد على وحدة المسار والمصير الشيعي من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، تحت لواء ولاية الفقيه الإيرانية، وهي فوق كل اعتبار وطني أو قومي وحتى إنساني.
يذكر أن ملشيات الحوثيين، قد تجاوزت بحسب مراقبين للشأن اليمني، المذهب الزيدي السائد في اليمن، والذي يصنف بوصفه الأقرب إلى السّنة، وانصهرت عمليا في المذهب الشيعي الإثني عشري الذي تتبناه إيران، ويبدو أن «الشامي» كما قال مراقبون للصحيفة السالف ذكرها، كان العنوان المرجعي لهذا الانتقال، وهي ما يفسر الاهتمام الإيراني الكبير بمقتله ومن ثم تشييعه، والذي انعكس كذلك في اهتمام حزب الله به.