ليس جديدا أن جزءًا لا بأس به من الحروب في العصر الحديث يجري على شاشات أجهزة الحاسوب. هذا ما حدث أيضًا في العملية الأخيرة للسعودية في اليمن، والتي ولّدت ما لا يحصى من ردود الفعل والتصريحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وولّدت الكثير من “الوسوم” الخاصة بها.
ولكن في الأيام الأخيرة هناك وسم واحد بارز، تحوّل إلى معركة تغريدات حقيقية بين مؤيدي السعودية ومعارضيها. تبدأ تغريدات كثيرة بجملة #لو_ما_السعودية وهي تهدف، في الأصل، إلى تمجيد إنجازات السعودية في اليمن، وفي الشرق الأوسط عمومًا، وخصوصا ضدّ إيران.
ومع ذلك، فقد استغرق الأمر وقتًا طويلا قبل أن يبدأ معارضو السعودية باستخدام هذه التغريدة ضدّها. بشكل مثير للاهتمام، تمّ استخدام هذا الوسم بشكل كبير من قبل الكثير من السعوديين الذين أرادوا انتقاد النظام. هناك من كتب “لولا السعودية، لم نكن نحيا في فقر وعبيدا للملك من آل سعود”. وكتبت أخرى: #لو_ما_السعودية ما كنا شفنا بالقرن الواحد والعشرين نساء بعدُن ممنوعات من قيادة السيارة..”.
وبالطبع، فقد تمّ استخدام هذا الوسم من قبل المعارضين الطبيعيين للسعودية، من الإيرانيين والشيعة في جميع أنحاء العالم، وخصوصا في لبنان، حيث وصف أنصار حزب الله إلى أي حدّ كان العالم سيبدو أفضل لولا السعودية. وكان ممّن سارعوا في الانضمام إلى هذا “الاحتفال” في التغريدات جواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله، الذي افتتح منذ وقت قريب حسابا في تويتر، ويكثر من استخدامه منذ ذلك الحين. شارك نصر الله الشاب مجموعة متنوعة من التغريدات التي تشتمل على هذا الوسم المذكور، والتي توجّه انتقادات حادّة جدّا للمملكة السنّية.
ولكن أيضًا، كان هناك الكثير من التغريدات من دول سنّية “إخوة” للسعودية، على سبيل المثال هذه التغريدة: “#لو_ما_السعودية بلد الإرهاب، كانت مصر بقيت أم الدنيا، وسورية بلد الياسمين…”.
في الوقت الراهن تستمرّ الحرب، ولا يتنازل أنصار السعودية بسهولة، وهم مستمرّون في نشر التغريدات المؤيّدة لدولتهم وسياساتها في الشرق الأوسط، ويبدو أنّ ذلك سيستمرّ حتى يأتي الوسم القادم الذي سيحطّم الشبكة.