هجمة قوية ولغة تهديد مباشر تتصاعد وتيرتها من قبل قادة وساسة وعسكريين إيرانيين ضد المملكة العربية السعودية بسبب قيادتها وموقفها من العملية العسكرية “عاصفة الحزم” ضد ميليشيات الحوثيين “الشيعة المسلحة” في اليمن، وذلك عبر ألفاظ ومصطلحات نابية غليظة بل إن بعضها توصف بالشرسة، وتضمنت كيل الاتهامات أيضًا بدون توثيق.
“سيمرغ أنفها في التراب”.. “ينتظرها مستقبل صعب” .. “الجيش السعودي سيعاني من هزيمة ثقيلة”.. “اليمن مستنقع يغرق فيه المعتدون”.. “العدوان السعودي على اليمن خطوة صهيونية”، بعض عبارات من العيار الثقيل في إطار حرب كلامية تشنها إيران ضد السعودية فيما يفسرها البعض بجزء من الحرب النفسية المتصاعدة خلال اليومين الماضيين تحديدًا وذلك بالتزامن مع تصاعد الحديث عن خيار التدخل البري للتحالف العربي الإسلامي باليمن وتكلفته وتأكيد محللين أنه وشيك وضروري لردع الحوثيين الموالين لإيران ولحسم الأمور في اليمن واستعادة الشرعية
وذكرت شبكة “برس تي في” الإيرانية، اليوم الأحد، أن البريجادير جنرال أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية بالجيش الإيراني حذر النظام السعودي من عواقب الاستمرار فيما وصفه بالعدوان العسكري ضد اليمن، مشيرًا إلى أن الحرب الدموية هناك محكوم عليها بالفشل في النهاية، على حد قوله.
وأشارت إلى أن “بوردستان” وصف الجيش السعودي بأنه “جيش بالوكالة” محذرًا من أن ما وصفهم بالمعتدين الذين شنوا هجومًا ضد اليمن سيهزمون بشكل مؤكد، ونصح “بوردستان” الجيش السعودي بوقف ما وصفه “بالعدوان” محذرًا من أنه سيعاني من هزيمة ثقيلة، على حد وصفه.
في الوقت نفسه أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، أن اليمن سيتحول إلى مستنقع يغرق فيه المعتدون، في إشارة إلى دول التحالف العربي التي تشن عمليات “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين هناك بقيادة السعودية.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، أمس السبت، اعتبر رفسنجاني في الجلسة الأولى لمجمع تشخيص مصلحة النظام، عمليات التحالف “عاصفة الحزم” في اليمن عدوانًا، وخطأ استراتيجيًا، قائلًا: إن “اندلاع الحرب والتداعيات والعواقب المشؤومة لمثيري الفرقة في أرجاء العالم الإسلامي ستشكل خطرًا كبيرًا”.بحسب قوله، مشيرًا إلى “أن قلة الخبرة السعودية دفعتها لارتكاب خطأ في الحسابات والتحليلات العسكرية بشأن ظروف اليمن، كما وصف التحالف العربي بـ”الهش والناقص” على حد وصفه.
وتواصلت لغة التهديد وكيل الاتهامات ضد السعودية يوم أمس، حيث قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي: إن ما وصفه بـ”العدوان السعودي” على اليمن “ليس خطوة إسلامية ولا عربية، وإنما خطوة صهيونية، وعلى السعودية أن توقف عدوانها على هذا البلد فورا” حسب قوله.
وبحسب وكالة فارس الإيرانية، أضاف رضائي: “لقد هاجمت السعودية اليمن، وترتكب فيه جرائم كالجرائم الإسرائيلية في غزة، ومن المؤسف أن القوات السعودية استخدمت الأسلحة المحرمة”، واتهم رضائي النظام السعودي “ببث التفرقة بين الدول والمذاهب الإسلامية” على حد قوله.
وطالب رضائي “السعودية بأن تنهي هجماتها فورًا، وبأسرع ما يمكن، وأن تخرج من اليمن، لكي تساهم الأحزاب والشعب اليمني بتقرير المصير” بحسب كلامه.
واستدعى الخلاف القديم بين السعودية وإيران، وقال رضائي: إنه “للأسف، فالنظام السعودي كان العامل الرئيسي بعد أمريكا وإسرائيل في تحريض حزب البعث الصدامي على الحرب على إيران، و”إن الحكام السعوديين الحاليين يتدخلون في سوريا والعراق والبحرين بشكل علني ولا إنساني، ودون مراعاة الأعراف الدولية”.بحسب تعبيره.
أما المرجع الشيعي الإيراني آية الله علي خامنئي، فقال : “إن السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن، وأضاف في كلمة نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية الجمعة: “عدوان السعودية على اليمن وشعبه البريء خطأ، وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة.. هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية”، بحسب قوله.
وهدد خامنئي بقوله: “إن السعودية ستتلقى الضربة في ما يحدث في اليمن، ويمرغ أنفها في التراب” بحسب قوله، مضيفًا : “أن أمريكا ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن”.
وشبه المرشد الإيراني “عاصفة الحزم” بما قام به الكيان الصهيوني في غزة، واصفا إياها بالجريمة والإبادة الجماعية، على حد وصفه.
وفي تصعيد دبلوماسي من قبل إيران ضد السعودية يناقش البرلمان الإيراني، الأسبوع الجاري، خفض مستوى العلاقات مع السعودية، وأعلن منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، أن البرلمان يتابع هذا الأسبوع قضية خفض مستوى العلاقات السياسية مع المملكة السعودية.
وقال “حقيقت بور” في تصريح لوكالة أنباء فارس الإيرانية ، أمس السبت، :”إن قضية خفض مستوى العلاقات السياسية مع السعودية ستناقش في اجتماعات البرلمان هذا الأسبوع”، مشيراً إلى مشروع قرار سابق طرح بصفة عاجلة في المجلس لخفض مستوى العلاقات السياسية مع بريطانيا، مؤكدًا أن العلاقات مع السعودية ستتابع على هذا المنوال أيضًا.
كذلك يعتزم البرلمان مناقشة إلغاء العمرة والسفر إلى السعودية بعد دعوات ومطالبات على خلفية حادث لشابين إيرانيين في مطار جدة.
يشار إلى أن العلاقات الإيرانية السعودية تمر بأسوأ مراحلها منذ الثورة الإسلامية، واختلاف الرؤى في عدة ملفات أبرزها، الحرب التي تقودها السعودية ضد معاقل الحوثيين في اليمن، والثورة ضد النظام السوري حيث تدعم طهران النظام برئاسة بشار الأسد بينما تطالب الرياض بإسقاطه، وكذلك الخلافات حول مظاهرات الشيعة في البحرين.
شؤون خليجية