لا حديث في الشارع المغربي سوى عن علاقة غرامية تربط وزيرين في الحكومة التي يقودها الإسلاميون، فحسب المفاجأة التي فجرها زعيم حزب الاستقلال المعارض، حميد شباط، فإن علاقة غرامية تربط وزيرا بوزيرة خارج مؤسسة الزواج.
وقال حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، في مهرجان خطابي إن الحكومة تضم “وزيرا زير نساء ومشتت الأسر، حيث تسبب في طلاق وزيرة وهي في الخمسينات من العمر علما أنها أم لثلاثة أبناء”.
وشكل هذا التصريح مفاجأة كبيرة للمغاربة الذين لم يحتاروا كثيرا في معرفة هوية الوزيرين اللذين يتهمهما “شباط” بإقامة علاقة غرامية، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التعليقات والتحليلات التي كشفت هوية الوزيرين ثم تأكدت هويتهما بكشف اسميهما في الصحف المغربية.
تصريحات الوزيرين
ورغم أن تصريحات “حميد شباط” أثارت غضب الكثيرين خاصة أنها جاءت على لسان سياسي من طينة الأمين العام لحزب الاستقلال، إلا أنها كشفت في رأي آخرين ما يدور في كواليس الحكومة.
وبعد تناسل الكثير من الإشاعات خرجت وزيرة التعليم العالي، سمية بنخلدون، لتحكي تفاصيل طلاقها ولتنفي وجود علاقة غرامية تجمعها بالحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، وكتبت على صفحتها على الفيس بوك أن تصريحات شباط “مجانبة للصواب وجاءت خلافا للحقيقة، وفي انتهاك سافر لأخلاق الإسلام وتقاليد الشعب المغربي العريقة في احترام حرمات الأسر والحياة الخاصة للأفراد”.
وتعليقا على خبر طلاقها، أضافت “بنخلدون” التي تنتمي لحزب العدالة والتنمية الاسلامي “في موضوع انفصالي، فقد شحن شباط الموضوع بكثير من الإفك والزور، وجعله موضوع خطاب يفترض أنه سياسي يتوجه للمواطنين فيما يعنيهم ويعني الشأن العام”. وأوضحت “انفصالي نتيجة طبيعية بعد أن تعذر استمرار الحياة الزوجية، وهذا الموضوع معروف لدى أسرتي وعائلتي كما لدى عائلة طليقي منذ سنين”.
كما نفى الحبيب الشوباني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ما قاله شباط، وكتب: “غزوة الإفك هذه دليل آخر على أن المنافسة في سنة انتخابية، كما يفهمها شباط، لا حدود فيه ولا ضوابط للخطاب السياسي.. ويبدو أن اتهاما سابقا لرئيس الحكومة بالعلاقة مع المخابرات الاسرائيلية والعلاقة مع داعش ستكون مجرد لعب أطفال!”.
وعن الاتهام الموجه إليه، قال “نصبر على الأذى ونحتسبه عند الله ضريبة من ضرائب مواجهة الفساد والمفسدين…لا ننزل إلى قعر الانحطاط الذي يحاول جرنا إليه دعاته ، بل نواصل إنتاج خطاب السياسات الموصولة بالشان العام وخدمة المصلحة العامة في احترام تام للحياة الخاصة للمخالفين مهما اشتطوا وتجاوزوا”.
وأكد أنه “آن الأوان لنفعل دور القضاء لمواجهة “الإفك الشباطي الممنهج” من أجل المساهمة في حماية المجال السياسي من انحرافات المنحرفين.. وضلالات الضالين.. وإفك الأفاكين!”.
ردود الوزراء
أثارت أخبار “العلاقة الغرامية” بين وزيرين غضب وزيرات الحكومة، حيث عبرت حكيمة الحيطي وزيرة البيئة، عن استيائها من الإشاعات الرائجة، عن وجود علاقة شخصية تربط بين وزيرين في الحكومة، واعتبرت أنه حتى وإن كانت هناك علاقة بين وزيرين “فهي مسألة شخصية، لا يجب الحديث عنها”، وقالت الحيطي إنه “لا بد من الرقي بمستوى النقاش” في الساحة السياسية والإعلامية.
ودعت وزيرة الماء “شرفات أفيلال” التي تلقب بفاتنة الحكومة إلى عدم النبش في أعراض الغير، وقالت الوزيرة في تدوينة نشرتها في صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايس بوك “لماذا النبش في أعراض نساء لا ذنب لهن سوى أنهن شخصيات عمومية.. إن لهن أسر و لهن عائلات”.
بينما عبرت بسيمة حقاوي، وزيرة المرأة والتضامن، عن انزعاجها بعد سؤالها في مؤتمر صحفي عن الجدل القائم بخصوص قصة حب مفترضة داخل الحكومة. وقالت حقاوي بنبرة غضب: “علاقة بين وزير وزيرة. . على افتراض أن تكون.. هل هي حرام”.
الإعلام يشعل الأزمة
كانت جريدة “الصباح” المغربية السباقة لكشف الخبر، حيث أنها نشرت خبرا تحت عنوان “قصة حب بين وزيرين في الحكومة”، وقالت إن هناك علاقة حب تجمع بين وزيرين في حكومة عبد الاله بنكيران، ما أثار قلق هذا الأخير، الشيء الذي دفعه إلى إصدار تعليمات لإنهاء هذه العلاقة “المثيرة للجدل”. وأضافت الجريدة أن الأمر يتعلق بعلاقة بين وزير ووزيرة منتدبة، وأكدت ان رئيس الحكومة اصدر تعليماته بتجنب أي لقاء بين “الحبيبان”.
ثم نشر موقع “كود” الإخباري مقالات، عن أن الوزيرة والتي هي أحد أطراف هذه العلاقة الغرامية، لا تزال متزوجة، وأنها في الطريق إلى الطلاق، ثم تلا ذلك نشر جريدة “أخبار اليوم” خبرا بعنوان “خروج الوزيرة سمية بنخلدون من قفص الزوجية”، لكن بعد انتشار الشائعات وتحديد هوية الوزيرين خرجت جميع الصحف عن صمتها لتنقل ما توصلت اليه من تفاصيل العلاقة الغرامية التي تهز عرش حكومة الاسلاميين في المغرب.