في ظل التردد الباكستاني الواضح حول المشاركة العسكرية إلى جانب المملكة العربية السعودية في “عاصفة الحزم” التي تقودها ضد الحوثيين في اليمن بهدف “دعم شرعية هادي”، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باكستان ليؤكد ضرورة اعتماد الحوار في اليمن بدلا من الحل العسكري.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أبدى استعداد باكستان للدفاع عن الأراضي السعودية، غير أنه لم يوضح الطريقة أو التفاصيل.
على الأرض السعودية تجري تدريبات “الصمصام 5” بين الجيشين السعودي والباكستاني، فيما تجري في البرلمان الباكستاني مشاورات ساخنة بطلب من شريف، حول التدخل العسكري برا في اليمن.
وأكد وزيرا الخارجية الإيراني والباكستاني، مساء الأربعاء، أنهما يريدان “تسهيل” الحوار اليمني لإيجاد حل سياسي للنزاع الذي يهز هذا البلد مع تعرض مناطق فيه لضربات جوية من ائتلاف عربي تقوده السعودية.
وقال ظريف: “وقف إطلاق نار ومساعدة إنسانية وحوار يمني وتشكيل حكومة وحدة! على اليمنيين أن يقرروا كيفية التوصل إلى ذلك. لا يمكننا إلا تسهيل ذلك كدول مجاورة ودول المنطقة ودول ذات نفوذ”.
وأضاف أن هذا “التوافق” حول وجهة النظر الإيرانية ناجم عن لقاءات مع مسؤولين في سلطنة عمان، وتركيا وباكستان.
وكان ظريف قد وصل إلى العاصمة الباكستانية قادما من العاصمة العمانية مسقط التي زارها لبضع ساعات، التقى خلالها نظيره يوسف بن علوي وبحث معه قضية اليمن.
وشدد وزير الخارجية الباكستاني على أن “قرار تسوية” في مجلس الأمن الدولي قد يسهل وقفا لإطلاق النار ومفاوضات السلام.
وردا على سؤال حول الدعم الإيراني للحوثيين الذين طردوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من السلطة، قال الوزير الإيراني في اتهام ضمني إلى السعودية: “نحن لا نقصف أي مكان. لا تستهدف طائراتنا المستشفيات والجسور ومصانع الطحين. لكننا لا نريد تأجيج الماضي. نريد طي صفحة” هذا النزاع.
ومن المقرر أن يلتقي ظريف أيضا رئيس مجلس الشيوخ رضا رباني وقائد الجيش الباكستاني راحيل شريف.
وتلبية لطلب رئيس الوزراء نواز شريف يجتمع البرلمانيون الباكستانيون منذ الاثنين، في جمعية خاصة لمناقشة مشاركة باكستان في الائتلاف العربي. وأبدى العديد من النواب تحفظات، مؤكدين أن باكستان دفعت ثمنا باهظا لتدخلها في أفغانستان، وتعيش فيها ثاني أهم مجموعة شيعية في العالم بعد إيران.
وطلبت المملكة العربية السعودية من حليفها القديم المساهمة بطائرات وسفن وقوات برية، في حربها على الحوثيين في اليمن.
ومضى أعضاء البرلمان الباكستاني الأربعاء، ولليوم الثالث على التوالي، في مناقشة طلب السعودية، حيث عارض غالبية الأعضاء التدخل العسكري في اليمن.
وقالت شيرين مزاري، العضو المعارض في البرلمان الباكستاني، إن “الحرب في اليمن ليست حربنا.. نصيحتنا للحكومة هي ضرورة عدم ذهاب الجيش”.
وقال السيناتور المعارض طاهر حسين مشهدي، إن “المعتدين” هم السعوديون والضحايا هم اليمنيون.
وأضاف أن “المعتدين يطلبون الآن دولة أخرى ذات سيادة، وهي باكستان، أن تأتي وتقدم المساعدة العسكرية للسعودية”.
من جهتها اعتبرت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن التحرك الديبلوماسي الإيراني تحرك “حثيث”، من أجل إنقاذ الحوثيين والبحث عن مخرج لوقف “عاصفة الحزم” والعودة إلى طاولة الحوار.
وأوضحت المصادر، التي رفضت كشف هويتها، أن التحرك الإيراني يجري بوساطة عبر سلطنة عمان، للبحث عن مخرج للموقف الذي وضعت فيه إيران نفسها في تعاملها مع من وصفهم بـ”العصابة المارقة” من أنصار الحوثي وصالح الذين لا شرعية لهم.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن روسيا أيضا تبحث عن حل سلمي وهدنة لإخراج الحوثي وصالح من ورطتهما في تدمير اليمن، لكن المصدر أكد أن روسيا لا تملك حظوظا كبيرة للتحرك في الشأن اليمني، وقال إن “موسكو ستظهر للعالم أنها تدافع عن مجرمين إذا وقفت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الخليجي الذي سيجرى التصويت عليه غدا الجمعة”.