أكد الامين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، الى ان السبب في الموقف السعودي الخليجي تجاه ايران هو معاداتها الكيان الصهيوني.
واشار السيد حسن نصر الله السعودية في مقابلة خاصة مساء الاثنين، مع قناة الاخبارية السورية، الى ان دول الخليج (الفارسي) واغلب الدول العربية كانت لها افضل العلاقات مع ايران في عهد الشاه الايراني على كل الصعد.
واضاف “لم يخرج احد وقتها من قادة او علماء السعودية ليقول كيف تقيمون العلاقات مع ايران رغم ان الشاه كان بحسب التوزيع المذهبي شيعيا وليس سنيا ولكن هذا الشاه كان حليف اميركا واسرائيل”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الشاه الايراني كان يقوم بشعائر الشيعة الدينية ورغم ذلك السعودية ومفتوها لم يعترضوا على ذلك”، وتابع “إلا انه عند انتصار الثورة في ايران بقيادة الامام الخميني (رض) بدأت السعودية ودول الخليج (الفارسي) ودول عربية اخرى تعادي ايران لأن الثورة الاسلامية كانت تناصر فلسطين وتعادي اسرائيل وتريد دعم حركات المقاومة ما جعل الحديث مع ايران يتغير وبات الكلام ان ايران دولة شيعية وتريد نشر التشيع وغير ذلك من الشعارات”.
وأضاف ان “مشكلتنا هي مع الصهاينة وليس مع اليهود لأن الصهاينة هم من قتلوا وهجروا الشعب الفلسطيني وارتكبوا المجازر بحق الشعوب العربية والاسلامية لذلك فحربنا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة ومع هذا العدو الصهيوني”، وشدد على ان “الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي”، مؤكدا ان “ما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز”.
وبشأن الحرب الارهابية ضد سوريا، قال السيد نصر الله إن “الدخول في الحرب السورية كان خيارنا ونحن أعلنا عن هذا الموضوع بشكل واضح وتحدثنا عن الأسباب”، واضاف “دخلنا الحرب بملء ارادتنا ولتحمل مسؤولياتنا ونحن لم نخبر حلفاءنا في لبنان كي لا نحرج احدا”، وتابع “نحن نتحمل مسؤولية دخولنا الى سوريا وقلنا لحلفائنا انهم يمكنهم القول ان حزب الله لم يسألنا بشأن دخوله القتال”.
واوضح السيد نصر الله “كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وقوية ومن البدايات أذكر أنه على المستوى الإقليمي والدولي الكل كان يتعاطى على أساس أن سوريا ستسقط خلال أيام أو أشهر”، واكد ان “حجم المعركة التي أعدت لسوريا كانت كبيرة جدا وكان واضحا لنا أن المعركة قاسية وطويلة”، وتابع “كنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن والمعركة مفتوحة حتى الآن”.
واشار السيد نصر الله الى ان “سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها دولة مستقلة في قرارها وفي رسم استراتيجيتها وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع بهذه الميزة”، وشدد على ان “سوريا دولة محورية على الصعيد الإقليمي ولا يمكن لأحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن سوريا والإرادة السورية”.
ولفت السيد نصرالله الى انه “بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد اعتبروا أن سوريا في وضع جديد والرئيس بشار الأسد يحتاج إلى تدعيم شرعيته ولذلك فتحت معه مجموعة من العلاقات من أجل مصادرة القرار السوري”، ولفت الى انه “في العام 2003 عندما احتلت أميركا العراق جاء كولن باول بلائحة مطالب إلى دمشق وكان المطلوب من سوريا الكثير من المطالب وكانت بداية لهيمنة على القرار السوري لكن الرئيس الأسد رفض هذا الأمر”، واعتبر ان “حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري استغل لاتهام سوريا التي اضطرت ان تخرج من لبنان ولكنها لم تخضع”، وتابع “الحرب في العام 2006 كانت أميركية والهدف منها سوريا والتنفيذ كان اسرائيليا لكن المشروع فشل”.
وشدد السيد نصر الله على ان “المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة إستقلال سوريا”، وتابع “لم يكن هؤلاء يريدون مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا وإعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة”، ولفت الى ان “الرئيس الأسد كان دائما حاضرا ومستعدا للمطالب الشعبية المستحقة وكان حاضرا للحوار لكن الآخرين عندما شاهدوا ذلك دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل العسكري الواسع”، وتابع “القاعدة جاءت الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن ايضا”.
واكد السيد نصر الله ان “الحرب على سوريا فشلت طالما أن الدولة مازالت موجودة والنظام موجودا والدور السيادي موجودا يعني أن هذا الحرب لم تحقق الهدف منها”، ورأى ان “سبب فشل الحرب على سوريا كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والإحتضان الشعبي الكبير والهدف منها كان تدمير الدولة السورية والجيش السوري والهيمنة عليها”، واشار الى ان “المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدولة هي الأكبر والجزء الأكبر من الشعب السوري لا يزال مع الدولة”، واوضح ان “السيطرة على بعض المناطق لا يحقق الهدف لأن الهدف لم يكن السيطرة على بعض المناطق فقط”.
واوضح السيد نصر الله “منذ البداية قلنا إننا ذاهبون إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن أنفسنا؛ عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية لا بل يمكن القول أنها اليوم دفاع عن الأردن والعراق”، واضاف “السبب الذي دعانا إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي والإسرائيلي”، وتساءل “كيف سيكون مصير دول الخليج (الفارسي) والأردن والعراق فيما لو سيطرت القاعدة على سوريا؟”، واعتبر ان “الموضوع في سوريا أكبر من مسألة نظام ومن نعم الله أنه كان هناك هكذا رئيس وهكذا جيش عندما جاءت هذه المؤامرة”، واكد انه “من المراحل الاولى كان واضحا أن الرئيس الأسد لديه حاضنة شعبية كبيرة وشجاعا وكنت أعرف أنه لن يغادر في أصعب الظروف”.
من جهة ثانية، اوضح السيد نصر الله انه “على تواصل دائم مع الشعب والجمهور في سوريا من خلال الخطب والمقابلات والمتابعات اليومية”، واضاف “كنت دايما اتحين الفرصة ومشتاق لهذا اللقاء المباشر مع السوريين خصوصا ان هناك تطورات واحداث في ظل هذه المرجلة الحساسة لذلك كان هناك حاجة للقاء الشعب السوري خاصة والشعب العربي بشكل عام”.
المباشر مع السوريين خصوصا ان هناك تطورات واحداث في ظل هذه المرجلة الحساسة لذلك كان هناك حاجة للقاء الشعب السوري خاصة والشعب العربي بشكل عام”.