تريث حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ثمانية أيام منذ انطلاق عاصفة الحزم، قبل أن يعلن، الجمعة الماضية، تأييده للعملية التي يشنها تحالف عربي تقوده السعودية، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.
الحزب قال في بيان صادر عن أمانته العامة، إن “تعنت الحوثيين وانقلابهم على الحوار وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي المنتخب وأعضاء حكومة الوفاق وتعطيل مؤسسات الدولة الرسمية واجتياح المناطق، دفع الرئيس هادي إلى البحث عن دعم ومساندة، تعيد الحياة إلى مسارها الصحيح”.
وعبر الحزب في بيانه الذي تأخر نحو أسبوع منذ بدء العملية، عن شكره وتقديره وتأييده للأشقاء في دول التحالف وفي مقدمتهم السعودية، “الذين استجابوا لطلب الرئيس الشرعي للبلاد، المسؤول عن حماية وأمن واستقرار وسلامة الوطن وأبنائه ومقدراته”.
وتابع “يحدونا الأمل أن تعيد هذه العملية (عاصفة الحزم) الأمور إلى نصابها ومسارها الصحيح، وإخراج البلاد من الأزمة التي تسبب بها الحوثيون وحلفاؤهم، الذين يتحملون كامل المسؤولية عن كافة النتائج المترتبة على هذه العملية”.
تجدر الإشارة إلى أن الحزب قد اكتفى مع انطلاق العملية، بتحميل جماعة الحوثي ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، دون تحديد موقف واضح من العملية العسكرية.
والسؤال المطروح، هو لماذا تأخر حزب “التجمع اليمني للإصلاح” في موقفه المؤيد لعملية “عاصفة الحزم”؟
مصدر مسؤول في الحزب، فضّل عدم الكشف عن هويته، قال “كنا نرجو أن يستوعب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي قرار عاصفة الحزم، وأن يتوقفوا عن حروبهم ويعودوا إلى رشدهم ويجنحوا للسلم”.
وأشار المصدر في تصريح خاص لـ”شؤون خليجية”، أن “مرور أسبوع أكثر من كافِ لنتأكد أنهم مصرون على موقفهم وخيارهم المسلح لإسقاط البلاد بعد إسقاط الدولة”، لافتاً إلى أن حزبه “لم يكن أمامه إلا خيار التأييد لعاصفة الحزم، وهو القرار المعبر عن غالبية الشعب اليمني”.
لكن يبدو أن كًلفة هذا الموقف ستكون باهظة، إذْ عمد الحوثيون إلى اختطاف العديد من قيادات الإصلاح، وعلى رأسهم أربعة من القيادات العليا، إضافة إلى العشرات من القيادات الشابة في الحزب، بمبرر أن الإصلاح يؤيد “الحرب على الشعب اليمني”.
وكان الإصلاح حمّل جماعة الحوثي والرئيس المخلوع “علي عبدالله صالح”، من مغبة المساس بقياداته وناشطيه المختطفين”، واصفاً ما يتعرضون له بـ”الحماقات التي تذهب بالأوضاع الى مزيد من التعقيد والتأزيم”.
وبدأت قيادات في جماعة الحوثي تصدر دعوات من قبيل حل حزب الإصلاح باعتباره “يؤيد الحرب على اليمنيين وهذه خيانة عظمى” على حد تعبيرهم
ويرى مراقبون أن موقف الإصلاح ربما يأتي ثمرة لتواصلات بينه وبين المملكة العربية السعودية، والأخيرة ترى في “الإصلاح” طرفاً قوياً بإمكانه مقاومة المد الحوثي الذي بات يشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي للمملكة والمنطقة عموماً.
لكن المراقبين يبدون خشيتهم من اندلاع اشتباكات داخل العاصمة صنعاء، في حال تمادت جماعة الحوثي مسنودة ببعض رموز نظام المخلوع في عمليات المداهمات والاختطافات للقيادات السياسية المناوئة لهم، وأغلبها قيادات محسوبة على ثورة 11 فبراير التي تنحى على إثرها الرئيس المخلوع صالح.
ومنذ الـ 26 من الشهر الماضي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها “عاصفة الحزم”، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية”.
وتشارك في العملية 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن ومصر وباكستان، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمر بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحالف.
شؤون خليجية