وصفت المعارضة السعودية مضاوي الرشيد العدوان العسكري الذي تشنه السعودية على اليمن وتسميه “عاصفة الحزم”، بـ”عاصفة الفوضى السياسية في اليمن”، مشيرة إلى أن النظام السعودي تأثر من تجاهل أمريكا له في الحوار مع إيران، واعتقد أن طائرات القصف تثبت أنه لا يزال موجودًا.
ونشرت صحيفة “شؤون خليجية” حوارا مع المعارضة السعودية التي قالت ان “محمد بن سلمان (وزير الدفاع ونجل الملك السعودي) لم ينجز أي شيء، على عكس ابن عمه محمد بن نايف، والحرب على اليمن فرصة ثمينة لأن يتوج نفسه كقاهر إيران، أو بالأصح الحوثيين، وجيش علي عبدالله صالح، فهو بحاجة لنصر عسكري حتى يتساوى مع ابن عمه محمد بن نايف، وبذلك يضمن لنفسه موقعًا ما بعد وفاة والده، وبذلك لا يواجه مصير الآخرين من أولاد الملوك”.
ورأت مضاوي الرشيد ان “الحرب رسالة مبطنة لأمريكا، التي تجاوزت السعودية وفتحت حوارًا مع إيران في موضوع الملف النووي، ورغم أن أمريكا تساند الحرب السعودية، إلا أن القيادة السعودية تريد أن تعرض إنجازاتها لأمريكا بأنها موجودة وقادرة على اتخاذ مبادرات مستقلة”.
وأضافت ان “الموقف السياسي العربي فاقد للقرار، الكل مشغول بهمومه، والسعودية تعتبر مصدرًا للمعونات والدعم، لذلك الأنظمة الأخرى مستعدة أن تمشي حسب الخطة السعودية، ما عدا أقلية تحافظ على استقلالية قرارها”.
ونوهت الى ان “الحلف العربي الحالي هش وربما ينقلب على السعودية، وكلنا راقبنا كيف انقلب علي عبدالله صالح على السعودية، بعد كل الدعم الذي حصده خلال سنوات”، موضحة: الأحلاف العربية هي دومًا أحلاف أنظمة منعزلة عن شعوبها، ولا توجد تحالفات محصنة إلا بعد مصالح مشتركة للشعوب.
وفي ردها على سؤال حول ان “الدول العربية تقول إنها تشن هذه الحرب من أجل الشرعية، رغم أنها تآمرت على الربيع العربي، كيف ترين هذا التناقض؟” أجابت مضاوي الرشيد: “فقد الشرعية معناها في العالم العربي الرئيس المنتخب يعزله العسكر بسهولة، والملوك لا يسألون شعوبهم عن شرعيتهم، وهكذا يعيش العربي وضعًا مأساويًا وهو اخر من يعلم دومًا”.
وقالت المعارضة السعودية: ان الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، تدعم الانقلابات والثورات المضادة بمليارات الدولارات للمحافظة على الكراسي، فأي تحول ديموقراطي يهدد السعودية مهما كان اتجاهه السياسي، ولذلك اهتزت القيادة السعودية مما حدث في مصر وتونس والبحرين واليمن، وقررت أن تستعمل المال والتدخل العسكري المباشر، من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
وحول الموقف الحقوقي في السعودية، قالت الرشيد، وهي ناشطة حقوقية، هو موقف مزرٍ، خاصة بعد تجريم عدة أنشطة، والسعوديون اليوم لا يقولون كل شيء في شبكات التواصل، ويستعملون أسماء وهمية، لكن الذين عرفوا عن أنفسهم تم اعتقالهم، كالمجموعة الشبابية التي خرجت على يوتيوب مع بطاقات الهوية لتقول كلامًا ينتقد السلطة والفقر والفساد، وكلهم دخلوا السجون.
وحول حصول تغير في السياسة السعودية بعد تولي الملك سلمان الحكم، قالت الرشيد: هي سياسة عنف بعد فشل الدبلوماسية، وكذلك تبقى سياسة الجزرة التي تدلي بها السعودية لتكسب التأييد من المجتمعات العربية وقيادتها، وهناك حديث عن تقارب سعودي إخواني من أجل الحرب في اليمن، ووصلت توكل كرمان إلى السعودية، رغم انتقاداتها السابقة للنظام، وهذا من باب السياسة التي تتغير وتتحول حسب المصالح، وتستغل السعودية ضعف المجتمعات العربية لتصل إلى أهدافها.
وفي ردها على سؤال حول “متى تستطيع مضاوي الرشيد، أن تقول إن السياسة السعودية تغيرت وأصبحت تصب في صالح الوطن والمواطن والأمة؟” أجابت: عندما نتخلص من الملكية المطلقة، ونؤسس لدولة فيها مؤسسات تمثل المجتمع، وعندما نقول للحاكم من أين لك هذا؟، وعندما نعلم كم هو مدخول الدولة ومصروفها ونعرض الاتفاقيات العالمية على مجلس امة منتخب.. ونعيش في نظام قضائي مستقل؟ ربما تكون هذه أحلام يقظة، لكن غيابها يعني أننا سنعيش في كابوس لفترة طويلة.