إذا أرسل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قواته البرية إلى اليمن، سينتهي به الأمر للدفاع عن الإخوان المسلمين في اليمن، بينما يحاربهم داخل مصر.
هذا ما خلص إليه الكاتب البريطاني بريان ويتاكر في مقال نشر على مدونة الباب تعليقا على خطاب السيسي الأخير بالأمس واحتمالية إرسال قوات مصرية لليمن.
وإلى مقتطفات من المقال:
وسط تكهنات باحتمالية قيام مصر بإرسال قوات برية إلى اليمن وذكريات المغامرة الكارثية للرئيس السابق جمال عبدالناصر عندما قام بإرسال قوات إلى هناك، فإن السيسي سعى خلال خطابه بالأمس لتهدئة المخاوف إزاء الصراع الحالي في اليمن، حيث قال عقب اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة: “لن نضيّع بلدنا وبلاد أشقائنا لحسابات خاطئة”.
وتقدم مصر دعما بحريا وجويا للتدخل العسكري في اليمن، والذي تقوده السعودية لكنها لا تزال حتى اﻵن ملتزمة بعدم إرسال قوات برية، قائلة إنها ستقوم بذلك إذا اقتضى الأمر لكن خطاب السيسي بالأمس يبدو وأنه يجعل ذلك الأمر مستبعدا بشكل أكبر.
السيسي ابتعد في حديثه عن ذكر استخدام القوات البرية بالإشارة إلى أنشطة مصر البحرية في مضيق باب المندب في الجهة الجنوبية للبحر الأحمر حيث يفصل بين سواحل اليمن وشرق إفريقيا 20 ميلا فقط من المياه حيث شدد على أن باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي.
وهناك ادعاء مناسب يخدم مصلحة مصر الوطنية لكنه ربما لا يكون كذلك إذا شاركت مصر في القتال على الأرض باليمن، ألا وهو قناة السويس فتعطيل حركة المرور البحري في باب المندب سيكون له تأثير قوي على مصر ويضرب عائدات القناة.
وبالنظر إلى أن نظامه يتلقى تمويلا من قبل دول الخليج العربي، فليس أمام السيسي خيار سوى دعم الحملة العسكرية في اليمن، ومنذ أن أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما للتدخل العسكري باليمن، قد يكون للسيسي أيضا حساباته الخاصة بمعنى أنه إذا ظهر وأنه يلعب دورا مفيدا على الساحة الدولية، سيتم التغاضي عن استيلائه على السلطة واستمرار قمعه الداخلي.
لكن ثمة عامل معقد إذا تدخلت مصر مباشرة على الأراضي اليمنية، فالسيسي قد أرسى سلطته ورئاسته على أساس مكافحة الإخوان المسلمين في مصر، والذين تم تصنيفهم بـ”الإرهابيين”، ولم يكن ذلك الأمر يعد مشكلة في الوقت الذي كانت تتبع فيه دول الخليج (ماعدا قطر) نهجا ممثلا تجاه الإخوان، لكن اﻵن ومع تصعيد تلك الدول خطابها المعادي للشيعة، فإن موقفها أصبح أكثر نعومة تجاه الإخوان.
في اليمن، فإن المعادل المحلي للإخوان المسلمين في مصر هو حزب الإصلاح الذي لطالما كان خصمًا للحوثيين، وبالتالي يدعم التدخل الحالي الذي تقوده السعودية، حيث قدم في بيان صادر الأسبوع الماضي شكره وتقديره ودعمه لدول التحالف الذي رد على طلب الرئيس الشرعي عبدربه هادي منصور المسؤول عن حماية أمن وأمان واستقرار أراضي بلادهم وشعبها ومواردها.
ووفقا للتقارير الواردة من اليمن فإن الحوثيين ردوا على ذلك باتهام الإصلاح ب “الخيانة العظمى” وطلبوا بحل الحزب والقبض على بعض من أعضاءه في العاصمة صنعاء، وهو أمر مشابه بطبيعة الحال لما فعله السيسي في مصر، على الرغم من أن ذلك تم داخل مصر من “معارضيه” الشيعة داخل اليمن.
وعلى الرغم من أن حزب الإصلاح يعد جزءا من الإخوان المسلمين (يصفه موقع إخوان ويب بأنه الذراع السياسية للتنظيم في اليمن)، فهي حركة مختلفة تضم عناصر قبلية أبرزهم قبيلة الأحمر إضافة ﻵخرين شاركوا في ثورة الشباب ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأحد أفراد الحركة كان الناشطة توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2011.
وبطبيعة الحال فإن كل ما يفيد الحوثيين في اليمن يضر بحزب الإصلاح والعكس صحيح، ووفقا لبعض الروايات، فإن عبدربه منصور هادي تراجع عن شن هجوم على الحوثيين في محافظة عمران، التي استولوا عليها في يوليو الماضي، حيث إن الحكومات الغربية نصحته بان ذلك سيكون له تأثير غير مرغوب بدعم حزب الإصلاح.
واﻵن، فإذا أرسل السيسي قوات برية لليمن، سيواجه المشكلة نفسها بمعنى أن قتاله ضد الحوثيين يجعله في موقف المدافع عن حزب الإصلاح المنتمي للإخوان، بينما يقاتل الإخوان المسلمين في الداخل.