عقب فشل إيران في دعم جماعة الحوثي في اليمن بطريقة مباشرة، تسعى طهران، لوضع خطة جديدة لدعم المتمردين في اليمن، عن طريق إرسال مليشيات شيعية عراقية للقتال بجانب الحوثيين، لمواجهة عملية عاصفة الحزم، التي تقودها المملكة العربية السعودية.
ومن المليشيات التي أعلنت استعدادها للقتال بجانب جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بدعم من إيران: (كتائب حزب الله) في العراق ـ (منظمة بدر) ـ (عصائب أهل الحق)، و(حركة النجباء) و(سرايا الخراساني)، وكتائب الإمام علي، وكتائب سيد الشهداء، وحركة العراق الإسلامية، بحسب “الجزيرة نت”.
وتشكلت أغلب هذه الفصائل، بعد سيطرة تنظيم “داعش” على عدة مناطق شمالي العراق وغربه، في يونيو الماضي، كما أن عديدًا منها، يتهم بارتكاب جرائم طائفية، شملت قتل المدنيين وحرق المنازل والمدارس والمساجد.
وكانت إيران أعلنت رسمياً تقديمها مساعدات طبية وأغذية إلى جماعة الحوثي فى اليمن جواً، فى وقت جددت فيه رسمياً “طهران” نفيها إرسال أسلحة إلى المتمردين، تزامناً مع تخطيط الميليشيات الشيعية فى العراق للانتقال إلى اليمن للقتال إلى جوار “الحوثيين”.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، أمس، «إن “طهران أرسلت مساعدات إلى اليمن”، وهى أولى شحناتها منذ شن تحالف الدول العربية الذي تقوده السعودية غاراته الجوية الأسبوع الماضي لوقف تقدم جماعة الحوثي الشيعية في انقلابها على السلطة الشرعية.
وأضافت الوكالة أن “المساعدات وصلت جواً في وقت مبكر أمس”، دون أن تذكر أين وصلت. وقالت الوكالة إن “المساعدات تشمل 19 طناً من الأدوية والمعدات الطبية وطنين من الأغذية المقدمة من الهلال الأحمر الإيرانى”.
وفى الوقت ذاته، نقلت صحيفة “هافنجتون بوست” الأمريكية عن عناصر قيادية تابعة لميليشيات شيعية تحصل على دعم إيرانى لمواجهة تنظيم “داعش” في العراق، قولها: “نحن على استعداد لحمل أسلحتنا والانتقال إلى اليمن لمقاتلة التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة”.
وأضافت الصحيفة: “الميليشيات الشيعية ترى أن المعركة فى اليمن هى امتداد لمعركتها، وأنهم يرون أن السعودية تقتل أبناء مذهبهم فى اليمن، وستجد الولايات المتحدة نفسها فى موضع تقاتل فيه القوات التى تقاتل إلى جانبها فى سوريا والعراق فالصراع فى اليمن يعقد السياسة الخارجية الأمريكية”.
وفي سياق متصل، نقلت الجزيرة – عن مصادر صحفية – أن الفصائل الشيعية في العراق، سبق أن قدمت – على مدى الأشهر الأخيرة- دعمًا عسكريًّا للحوثيين.
وبحسب هذه المصادر، فقد تمّ تدريب مئات من الحوثيين في معسكرات سرية في العراق، ومنحهم تسهيلات لافتتاح مكاتب في عديد من مدن البلاد.
وأبدى الناطق الرسمي باسم مليشيا “كتائب سيد الشهداء” فالح حسن، استعداد الفصائل الشيعية لتقديم كل الدعم للحوثيين في اليمن، إذا ما طلب منها ذلك، متوقعًا إرسال مستشارين عسكريين إلى اليمن، لمساعدة الحوثيين في التصدي للمشاركين في عملية عاصفة الحزم.
من جهته، أكد القيادي في مليشيا “عصائب أهل الحق”، رئيس كتلة “صادقون” بالبرلمان حسن سالم، “وقوف جميع فصائل المقاومة الإسلامية في خندق واحد مع الحوثيين” مبينًا أن هذا التأييد، سيتضمن كل ما تقدر عليه هذه الفصائل من مقاتلين ودعم لوجستي وتسليحي.
ومن جهة أخرى، استبعد المتحدث العسكري باسم الحشد الشعبي “كريم النوري”، توجه “فصائل المقاومة إلى دعم الحوثيين في اليمن، لأن العراق ـ بحسب رأيه ـ يخوض حربًا صعبة مع الإرهاب، وهو ليس بحاجة إلى فتح جبهة أخرى في اليمن”. مشيرًا إلى أن معظم الفصائل الشيعية العراقية، تقاتل بأمر المرجعية، ولا يوجد –الآن- أي قرار بخوض حرب في اليمن.
وكانت الحكومة العراقية قد دعت الأطراف اليمنية للحوار، ورفضت عمليات عاصفة الحزم، التي تهدف لإجهاض الانقلاب الحوثي، واستعادة الشرعية.