رصدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ما وصفته بتغير الموقف السعودي تجاه الإخوان المسلمين خاصة وأن المملكة تعتبر تهديد إيران أشد خطرا بكثير من تهديد الإسلام السياسي ممثلا في الإخوان.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة شنت حملتين على جبهتين خلال السنوات الأربع الماضية منذ ثورات الربيع العربي إحداهما على إيران الشيعية والأخرى على الإسلاميين السنة بقيادة الإخوان المسلمين التي نظرت إلى صعودهم في المنطقة على أنه تحديا لشرعية المملكة.
وأضافت الصحيفة أن التحالف السني الواسع الذي أداره العاهل السعودي الملك سلمان ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن يبشر بنهاية تلك الحملة السعودية على الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحول موقف السعودية تجاه الإخوان وتركيزها على مواجهة التوسع الإيراني نابع من خوف الرياض الوجودي من تعزيز إيران للاضطرابات داخل الأقلية الشيعية بالمملكة، في وقت أصبح فيه الإخوان ضعفاء جدا كي يمثلوا خطرا على المملكة وحلفائها.
ونقلت عن الدكتور خالد المزيني من جامعة قطر أن القضية اليمنية مركزية جدا بالنسبة للسعودية لأن المملكة تخشى من أن وجود حكومة في اليمن متماشية مع السياسة الخارجية الإيرانية قد تقوي من الأصوات الشيعية داخل السعودية.
وتحدث “المزيني” عن أن الحوثيين لديهم قدرات عسكرية وأسلحة ويمثلون تهديدا خطيرا، في حين أن الإخوان المسلمين أضعف بكثير والمملكة الآن في وضع أفضل بكثير للسيطرة على الإخوان أينما كانوا.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحول السعودي تجاه الإخوان لا يعني نهاية الانقسام بشأن دول الإسلام السياسي الذي قسم القوى السنية في الشرق الأوسط منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تمكنت عبر انتقالها من قيادة العداء للإخوان إلى الوقوف في المنتصف من حشد كل الدول السنية بجانبها فيما يتعلق بالقضية اليمنية حيث تمكنت من ضم تركيا وقطر إلى تحالفها سواء بالدعم أو بالمشاركة الفعلية.
وتحدثت الصحيفة عن أن المسؤولين السعوديين يؤكدون على استمرار العاهل السعودي على نفس نهج الملك الراحل عبد الله، لكن فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الإخوان فإن الاختلافات أصبحت واضحة بينهما بشكل متزايد.
ونقلت عن “فهد ناظر” المحلل السياسي السابق في سفارة السعودية بواشنطن أن العامين الماضيين شهدا مهاجمة المسؤولين السعوديين وكذلك الإعلام للإخوان المسلمين و”داعش” بشكل متبادل، لكن الآن التغيير قادم بشكل مؤكد.
وتحدثت الصحيفة عن أن الإخوان المسلمين باليمن ممثلين في حزب الإصلاح يمثلون حاليا الحليف السني المناسب على الأرض للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يفتقر حاليا إلى وجود قاعدة قوية تقف بجانبه في اليمن، خاصة أن حزب الإصلاح في اليمن كان مقربا للسعودية من قبل.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي “حسن حسن” المقيم في أبو ظبي أن السعودية تحتاج حقا للعمل مع محليين يمنيين، وفي ظل الإدارة السعودية الجديدة فإن الإخوان المسلمين من الممكن أن يصبحوا شريكا، وحزب الإصلاح سيكون أول من يتم اختباره في تلك الشراكة الجديدة.