“صوره تليق بنجم سينمائي، لكنه فاعل في حرب تجري على أرض الواقع. عيناه البارزتان كلها تهديد حينما يكون بميدان المعركة، لكن أسارير وجهه تشرق حينما يقوم بتفقّد الوحدات العسكرية”، بهذه العبارات افتتحت صحيفة “فاينانشال تايمز” مقالاً لها حول الجنرال قاسم سليماني، الذي يتزعم فيلق القدس، وهي فرقة نخبة تابعة لحرس الثورة الإسلامية، والذي يعد حسب المقال، أهم سلاح بيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوسيع نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط.
وحسب مقال “فاينشال تايمز”، فإن سليماني، الذي كان يفضّل في الماضي الاشتغال في الظل، خرج أخيراً إلى العلن، مع ما حمله ذلك من انتقادات لمدى مقدرته على تنفيذ الاستراتيجية الخارجية لإيران. هذا الخروج للعلن، شمل كذلك وبطريقة تثير الاستغراب استخدام هذا الأخير بشكل مكثف لموقع “انستغرام” لتبادل الصور، وهو ما سهّل على الإيرانيين ووكالات الاستخبارات في العالم أجمع التعرف على الأماكن التي يتردد إليها.
ووصف المقال سليماني بالحليف المقرّب من آية علي خامنئي، وبأنه يدير تنظيماً يضم وحدات من القوات الخاصة وعملاء في الاستخبارات، فضلاً عن كون معظم الدول المجاورة لإيران تعتبره السبب الأول وراء كل الويلات التي يتخبّط فيها الشرق الأوسط.
كما توقف المقال بشكل مستفيض عند التحوّل الذي عرفته شخصية سليماني، بعدما كان يفضّل الاشتغال في الظل والابتعاد عن أضواء وسائل الإعلام، لينتقل قبل عام فقط إلى الظهور بشكل علني، بعدما أصبحت صوره تظهر بشكل متوالٍ بوسائل الإعلام الإيرانية.
المقال أوضح كذلك ألا أحد يعلم على وجه التحديد السبب وراء خروجه إلى العلن، غير أنه أشار إلى أن إيران تسعى من خلال تسليط الضوء عليه، ودوره في قيادة المليشيات الشيعية بالعراق وسورية، إلى التطبيل والتهليل لنفوذها الإقليمي، لا سيما أن جميع الخطوات التي يقوم بها سليماني مدروسة بعناية شديدة.
غير أن هذا الخروج إلى العلن كانت له تداعيات سلبية، فبعد فشل الحملة العسكرية التي تدعمها إيران بالعراق لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية، ودخول القوات الجوية الأميركية على الخط، اضطر سليماني لمغادرة تكريت، ووجّهت لهذا الأخير انتقادات بأنه لم يكن قادراً على تحرير المدينة العراقية.
وفي ما يخص التدخل العسكري للتحالف العربي لصد تقدم الحوثيين باليمن، ذكرت الصحيفة أنه قد تمت السخرية من سليماني على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى نشر صورة غير حقيقية له بالقرب من رائد فضاء، وبالقرب منها التغريدة التالية: “آخر مرة رأيناه فيها كان بالقمر، وكان متجهاً نحو اليمن”.
العربي الجديد