كتب المحلل السياسي التركي محمد زاهد جول مقالا بعنوان “ماذا تريد الإمارات العربية من تركيا؟ّ” ألمح فيه إلى اتخاذ تركيا والرئيس أردوغان ما وصفها “بإجراءات لا تتمناها الحكومة التركية ولا رئيس الجمهورية التركية السيد أردوغان، مع دولة صديقة مثل الإمارات”.
وعرض “جول” في مقاله توجهات الشعب التركي وحكومة حزب العدالة والتنمية التي تحكم تركيا منذ عام 2002 الساعية للانفتاح على العالم العربي بصفة عامة، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة، مستغربا أن تقابل دولة الإمارات هذه المساعي بعدد من السياسات والمواقف التي قال إن دولة الإمارات تقوم بها ضد المصالح التركية. ودلل جول على الرغبة التركية في إقامة علاقات وطيدة مع دول الخليج بوقوف تركيا إلى جانب “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ودول خليجية منها الإمارات.
وتابع “جول”، ينبغي أن تدرك الدول الخليجية “بأن العزف على الوتر النشاز في معاداة تركيا أو رئيسها رجب طيب أردوغان، ليس في مصلحة أية دولة خليجية بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة”.
ورأى “جول”، أن المواقف التركية المؤيدة “لعاصفة الحزم” ينبغي أن يتم الترحيب بها ومقابلتها بالعرفان والشكر من كل الدول الخليجية، بما فيها دول الإمارات العربية المتحدة”، مطالبا دولة الإمارات بالتوقف عما أسماه “عمليات المكر والإساءة التي تورطت بها الأجهزة الإماراتية ضد تركيا وحكومتها وأردوغان، سواء كانت داخل تركيا وخارجها، دون وجود مبررات قانونية أو سياسية لها، ودون معرفة الأسباب الحقيقية وراءها”، على حد قوله.
وقال “جول”، “الأجهزة الإماراتية لا تترك ميدانًا يمكن أن تسيء فيه إلى تركيا ورئيسها إلا وتستغله”، على حد تعبيره. وعرض “جول”، بعض شواهد هذه الإساءة خارج تركيا،” تعاون الإمارات مع الصرب في مواجهة الجهود والمساعدات التركية، التي تقدم إلى المواطنين في منطقة البلقان، وتمويل الإمارات لكتاب غربيين ليتعمدوا الإساءة لتركيا”.
واستطرد “جول” عارضا شواهد “الإساءة الإماراتية” في الداخل التركي قائلا، “فمرة تتصل شخصيات إماراتية بجماعة فتح الله جولن، المصنفة كجماعة إرهابية، وهو ما يزعج تركيا رئاسة وحكومة وشعبًا”.
وتابع “جول”، “ولا تقف ولا تقتصر تجاوزات أبو ظبي ورجال دحلان على ذلك، بل تنسق مواقف لها مريبة مع أحزاب المعارضة التركية، بهدف دفعها وتشجيعها للقيام بأعمال شغب داخل الشوارع والمدن التركية”، على حد قوله.
واستشهد “جول بزيارة لدحلان إلى تركيا للالتقاء مع المعارضة لذات الغرض. وأضاف الكاتب التركي الذي كتب مقاله باللغة العربية، إن الإمارات “تتجسس على أقطاب المعارضة السورية التي لا تسير في ركابها، وتتجسس على العديد من الشخصيات الإخوانية المصرية والفلسطينية”.
وأحرج “جول” دولة الإمارات بقوله “هذه الأعمال التجسسية على السوريين والمصريين واليمنيين وغيرهم داخل تركيا، إن كانت الأجهزة الإماراتية ترى بأنها ضرورية لأمنها القومي؛ فينبغي أن تتم بالتنسيق والتعاون مع المخابرات التركية الوطنية، ومع الجهات الأمنية المختصة في الدولة التركية”.
ولكن “جول” أكد أن الإمارات تتجاهل التنسيق مع المخابرات الوطنية التركية، وتقوم بدور يثير الريبة والشك في تصرفاتها، وهو ما يزعج الحكومة التركية مباشرة، و”يجعلها تفكر بالقيام بإجراءات لا تتمناها الحكومة التركية ولا رئيس الجمهورية التركية السيد أردوغان، مع دولة صديقة مثل الإمارات”.
وختم “جول” بالقول، “ماذا تريد دولة الامارات العربية من تركيا؟” معتبرا أن ما أبداه في مقاله والتساؤلات التي تبديها الحكومة التركية إزاء دولة الإمارات إنما تأتي على قاعدة “محبة ورغبة في إبقاء العلاقات التركية الإماراتية في أفضل أحوالها، بل وتطويرها للأفضل في الحاضر والمستقبل”، حسب “جول”.