بثت صفحة خالد سعيد في صفحتها على “فيسبوك” الأربعاء، فيديو وصفته بـ”الفضيحة الكبرى”. وقالت الصفحة إن الفيديو يثبت تدخلا سافرا لمؤسسة صهيونية أمريكية متطرفة في كتابة الدستور المصري، هي “مركز لندن”، فضلا عن تسريب نسخة من “دستور الانقلاب” لهذه المؤسسة قبل أن يراه المصريون بثلاثة أسابيع كاملة.
ويكشف الفيديو حقيقة الدور الذي لعبه مدير المخابرات العامة المصرية السابق محمد فريد التهامي، الذي يوصف بأنه العقل المدبر، ومرشد السيسي. كما أنه يظهر الدور الكبير الذي أسهم فيه عمرو موسى بإخضاع مواد الدستور للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية.
وأشارت صفحة خالد سعيد، إلى أن رئيس “مركز لندن” هو “الصهيوني هيربرت لندن المؤيد لإسرائيل بشدة، وحليف السيسي في حربه على الإسلام”.
ونوهت إلى أن المتحدث في الفيديو هو ضابط المخابرات الأمريكي السابق، والزميل في “مركز لندن” توني شيفل، الذي فضح مخطط السيسي لتهجير المصريين إلى جنوب وغرب الوادي من أجل مصلحة إسرائيل.
وفي تفاصيل الفيديو، يظهر أحد المتحدثين في المؤتمر وهو يقدم “توني شيفل”، قائلا: “لقد ذهب شيفل إلى مصر مؤخرا، وخلال هذه الرحلة قضى وقتا جيدا مع رئيس المخابرات المصرية السيد تهامي”، واصفًا تهامي بأنّه “العقل المدبر الذي يقف خلف السيسي وإدارته، حيث كان موجها ومرشدا للسيسي”. وأضاف أنّ “تهامي ذهب أيضا إلى كلية الحرب في أمريكا ويفهم الأبعاد الاستراتيجية لهذا النظام، وما سيحدث مستقبلا”.
وختم بالقول، قبل أن يعطي الكلمة لـ”توني شيفل”، وكان لافتًا جدًا الحرص على تقوية المعاهدة مع إسرائيل، إن حكومة مصر قالت إنها ستفعل كل شيء في وسعها من أجل العمل مع إسرائيل، وسوف تمنع مواد الحرب من الذهاب إلى غزة، وهو ما حدث، بالإضافة إلى وعدها السابق بتنظيف سيناء، الحاضنة الأكثر تسليحا للإرهابيين في العالم.
وتنتقل الكلمة لـ”شيفل”، الذي أكد في بداية حديثه أن “عمرو موسى رجل دولة حقيقي، كان هو المسؤول عن لجنة إعادة كتابة الدستور”.
وقال شيفل إن لديه نسخة من الدستور الجديد، وهي أكبر من الدستور السابق، وذكر أن هناك أمورا هامة في الدستور استطاع “موسى” إصلاحها؛ أهمها أنه لم يكن هناك وسيلة لإقالة الرئيس، وهو ما أصلحوه بالأساس، حيث إنه لم تكن هناك طريقة للتخلص من هذا الرئيس.
وتابع بأن أحد الأشياء الجديرة بالذكر هي أن الإخوان المسلمين تمت دعوتهم للمشاركة في عملية تعديل الدستور، وكان ذلك قبل حظرهم كمجموعة إرهابية، وأخبروهم أن يعودوا إلى الطاولة ويمشوا عبرها.
وأضاف أن بعض السلفيين (نطقها السفليين)، الذين يعدون متطرفين تماما مثل الإخوان المسلمين، اختاروا المشاركة.
واحتفى المتحدث بأن الدستور الجديد رغم أنه يتماشى مع الشريعة نوعا ما، إلا أنّه ابتعد بشكل كبير جدا عن الدستور الذي وافق عليه مرسي.
وزعم أن سبب ذلك هو أن الناس في مصر أدركوا أن الدستور الذي وافق عليه الإخوان لن يكون فعالا لتحقيق بعض حقوق الشعب المصري.
وادّعى أن المسيحيين والأقليات والنساء، فضلا عن اليهود، لم يكن لهم نصيب في الدستور السابق أيام مرسي.
وقال نكتة دعت الحضور للقهقهة والضحك؛ إذ أخبره عمرو موسى: “إننا فخورون بحقيقة أننا وضعنا (الأقزام) كمجموعة محمية في دستورنا”.
وتابع شيفل: “قضينا أربع ساعات مع (عمرو موسى)، واستطعنا أن نفحص، وأن نخوض في نقاشات تفصيلية جدا في كل الأمور التي يتوقعونها، وأحد الأشياء بالطبع هي أن كل وثيقة، سواء كانت دستورهم أم دستورنا، ليست مثالية”.
وقال إنني أعتقد أنه لأمر يثير الإعجاب أنهم استطاعوا أن ينطلقوا ممّا كان أساسا نظاما ديكتاتوريا.
وهاجم شيفل الإعلام الأمريكي الذي كان يقول أيام الاستفتاء على دستور الانقلاب، إن الجيش المصري يقمع الشعب، زاعما أن هذا الكلام غير صحيح؛ وإنما كان تدخلهم لمنع الإخوان من إفساد يوم الاستفتاء.
وأكد بطريقة ساخرة مترافقة مع الضحك، أنه حصل على نسخة من الدستور المصري قبل أن يراه الشعب المصري بثلاثة أسابيع كاملة.
وأشار إلى أن السلطات المصرية لم ترد أن يحصل الإخوان على نسخة، حتى لا يزيفوه من أجل التلاعب وإثارة انتفاضة ضد الدستور الجديد.
وامتدح النصر العظيم الذي تحقق بدستور الانقلاب قائلا: “أعتقد أن لديهم دستورا عمليا رغم أنه ليس مثاليا، ولكنه يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح”.