أكد تقرير لـ«مركز الحوار الاستراتيجي» في الكلية الأكاديمية (نتانيا – تل أبيب) أن التطورات في اليمن تثبت أن ثمة شرق أوسط جديد يتشكل بعد «عاصفة الحزم»، مشيرا إلي أن السعودية تحت حكم العاهل الجديد الملك «سلمان» تتخذ موقفا قياديا رائدا في المنطقة ولا سيما في كل ما يتعلق بإقامة جيش مشترك لدول الخليج.
وكتب «إفرايم سنيه» – عضو كنيست سابق ورئيس المركز – يقول في التقرير الذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، 30 مارس/آذار الماضي: «يمكننا أن نستخلص عدة استنتاجات من التطورات الأخيرة التي تحدث في اليمن الآخذ في الانقسام»:
أولا: أن الجبهة الإقليمية ضد إيران التي تتكون أساسا من الضحايا المحتملين لعدوانها وطموحها للسيطرة، لم تعد فكرة نظرية بل باتت جبهة حقيقية ومقاتلة.
ثانيا: أن السعودية تحت حكم العاهل الجديد الملك سلمان تتخذ موقفا قياديا رائدا في المنطقة ولا سيما في كل ما يتعلق بإقامة جيش مشترك لدول الخليج ومصر.
ثالثا: أن مصر التي أرسلت قوة بحرية إلى مياه اليمن لن تتردّد في استخدام جيشها الذي يُعد الجيش الأكبر في المنطقة بعيدا عن حدودها.
وأضاف: «يمكننا أن نستخلص أيضا من هذه الحملة في اليمن أن السعودية نفضت عن كاهلها التبعية المطلقة للولايات المتحدة، وأنه حين يدور الحديث حول مصلحة أمنية حيوية، فإن السعودية ستعتمد على نفسها وعلى شركائها الطبيعيين».
ولكن «سنيه» قال عن الموقف الإسرائيلية من هذا التحول الإقليمي الجديد: «إن الدول الأعضاء في الائتلاف المحارب في اليمن ليست من محبي صهيون، لكن معظمها يتوق إلى التعاون مع «إسرائيل» في مواجهة التهديد الإيراني، غير أن تعاونا كهذا لن يحدث ما دامت «إسرائيل» تسيطر على مناطق الضفة الغربية وطالما أن حكومتها تتعامل باستخفاف مع مبادرة السلام العربية التي بادرت إليها السعودية سنة 2002 وما تزال تتمسك بها حتى يومنا هذا، و«إسرائيل» لا يمكنها أن ترتبط بشركائها المحتملين في المنطقة مع سيطرة الحكومة التي تم انتخابها هذا الشهر».
وقال: «في الأشهر الأخيرة سيطر المتمردون الحوثيون على الجزء الغربي من اليمن بما في ذلك على شاطئ البحر الأحمر، ويطل الشاطئ الغربي من اليمن على مضيق باب المندب وهي المدخل الضيق لمسار الإبحار في البحر الأحمر الذي يربط بين المحيط الهندي وقناة السويس».
ونوه لأن إغلاق باب المندب يقطع التجارة بين آسيا والغرب ويستوجب التفافا باهظ الثمن من جنوب قارة إفريقيا، وأن المتمردين «الحوثيين» الشيعة تلقوا تدريبا عسكريا من طرف «حزب الله» ودعما من إيران، وأنه بالنسبة لـ«إسرائيل» تشكل السيطرة الإيرانية على مداخل البحر الأحمر خطرا استراتيجيا حقيقيا.
وأشار لأن للسعودية حدود برية مع اليمن يبلغ طولها 1800 كيلومتر، وأن انقسام الدولة اليمنية وإقامة دولة لتنظيم «القاعدة» في شرقها ودولة بحماية إيرانية في غربها، «يشكل تهديد خطر على أمن المملكة».
ولذا بادرت السعودية الأسبوع الفائت إلى شن هجوم عسكري ضد الميليشيات «الحوثية» التي تسيطر على غربي اليمن، وضمت إليها كلا من مصر ودول الخليج والسودان والمغرب، ولأول مرة يحارب ائتلاف من عشر دول عربية ضد السيطرة الإيرانية، ولم تعد «إسرائيل» تقف وحدها في مواجهة إيران.
وأشار التقرير الإسرائيلي إلي أنه في مضيق باب المندب ثمة شاطئ آخر مقابل اليمن هو شاطئ إريتريا التي فُرضت عليها عقوبات دولية بمبادرة من الولايات المتحدة بسبب الدعم الذي تقدمه لمنظمة الشباب الإسلامية في الصومال، وبوسع «إسرائيل» أن تكون الجهة المبادرة إلى رفع العقوبات عن إريتريا ودمجها ضمن نظام أمني جديد في البحر الأحمر، ولكن حتى هذه المبادرة السياسية المتواضعة لا يمكن لحكومة «بنيامين نتنياهو» أن تتخذها بسبب وضعها الدولي السيئ.