علق الصحفي البريطاني روبرت فيسك على الهجمات التي شنتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على الحوثيين في اليمن، من خلال مقاله المنشور في صحيفة “إندبندنت” البريطانية تحت عنوان “معركة اليمن تأخذ السعودية إلى الهاوية”، متسائلاً عن مستقبل الشرق الأوسط على خلفية هذه الضربات، وقال إنه يرى أن خطوة ضرب السعودية لليمن بدعم من 10 دول عربية تعد قرارا تاريخيا وخطيرا، لما قد يحمله من مخاطر الصراع الطائفي في اليمن بين السنة والشيعة.
وأضاف الكاتب البريطاني، أن تلك “الحرب ستنال رضا الغرب وإسرائيل، الذين يؤمنون بفكرة دخول العرب في حرب مع أنفسهم”، مضيفًا ”إذا أصبح هذا الأمر واقعا، فهل سيكون ما تقوم به السعودية آخر محاولة لإثبات أنها قوى عسكرية كبرى؟”.
وأكد الكاتب البريطاني، أن الحرس الثوري الإيراني يدعم المسلحين الشيعة في العراق وسوريا ضد المسلحين السنة، وأضاف أن المسلحين الشيعة في أفغانستان بدأوا يرتدون زي الجيش السوري الموالي لبشار الأسد، وقال ”معركة اليمن ستقسم دول عربية أخرى، ففي لبنان وصف رئيس وزرائها المسلم السني قرار الملك سلمان بالشجاع والحكيم، في حين يرى حزب الله أن التدخل السعودي في اليمن هو مغامرة غير محسوبة”.
ولفت فيسك إلى أن وصف حزب الله اللبناني للهجمات السعودية بأنها “مؤامرة أمريكية سعودية” هو “عبارة مستهلكة تتضمن بعض الحقائق”، مشيرا أن الدليل الواضح لكل العرب هو أن الأسلحة الأمريكية التي تتسلح بها السعودية أصبحت جاهزة لمهاجمة دولة عربية أخرى ولم توجه للعدو التقليدي في الشمال، ولافتًا إلى أن الكلمات التي استخدمها حزب الله في وصف الهجمات السعودية كانت دقيقة ومحسوبة، وهي نفس الكلمات التي استخدمتها السعودية عام 2006 عندما أسر “حزب الله” 3 جنود إسرائيليين والذي ترتب عليه قصف إسرائيل للبنان في ذلك العام.
وأشار أن الضربات الجوية في اليمن تاريخية للمملكة والشرق الأوسط، موضحًا أن تلك المعركة، التي وصفها بـ”غير التقليدية” ستلقي بظلالها على أفقر دولة عربية، وانتقد فيسك خطابات السعوديين، حيث قال “حينما تستمع للخطابات الدعائية للسعوديين تشعر بأنهم يقصفون إسرائيل”.
وتابع فيسك، أن الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران أزاحوا الرئيس الشرعي الذي فر إلى الرياض بعد مهاجمتهم عدن التي فر إليها بعد سقوط العاصمة في يد الحوثيين، وإضافة إلى ذلك، فإن “ثورة اليمن تمثل دفعة في ظهر العائلة المالكة السعودية”، مشيرا إلى ادعاء السعودية بأن إيران تقف خلف الحوثيين في اليمن بالأسلحة على أقل تقدير، ولافتًا أن “السعودية التي تواجه حربا بالوكالة تقودها إيران على حدودها الشمالية لن تقبل حربا أخرى بالوكالة على حدودها الجنوبية”.
وأضاف فيسك ”أمريكا ليس لديها الكثير لتفعله، حيث أنها لن تستطيع مد السعودية بمساعدات عسكرية في هذا التوقيت الذي تعتبر أن المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي أكثر أهمية”، مشيرا أن دعمهم الشفهي يمتص غضب حلفائها السنة دون أن يزعج الإيرانيين.
وأشار فيسك أن آخر تدخل سعودي في اليمن كان عندما قاتلوا الجيش المصري في عهد الرئيس السابق جمال عبدالناصر، وكانت كارثة، متابعًا بقوله ”المصريون يقفون إلى جانبهم هذه المرة، وربما يقترحون على مصر إرسال قوات برية إلى اليمن، ولكن ماذا ستفعل القوات المصرية في اليمن؟”.
وقال فيسك إن الأمر الأكثر خطورة هو ”هل ستحل القوات المصرية الخلاف القادم داخل العائلة الملكية السعودية التي لا يعتقد كل أمرائها أن اليمن يجب أن تكون حجر الزاوية لقوة السعودية؟”