قال موقع «ديبكا فايل» الاستخباري الصهيوني أن إيران لم تنتظر أكثر من 48 ساعة للرد على الهجمات السعودية والعربية على أنصارها الحوثيين في اليمن، وأنها بعثت بالجنرال «قاسم سليماني»، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى صنعاء لتنظيم هجوم حوثي مضاد على الهجمات السعودية.
وقال الموقع، نقلا عن مصادر عسكرية، إن الجنرال «سليماني» وصل الي صنعاء الجمعة 27 مارس/أذار الجاري، ليفتح ثالث جبهة عسكرية في الشرق الأوسط تشارك فيها إيران بعد العراق وسوريا، حيث يقود المعارك ضد المعارضة السورية المسلحة في سوريا، وتحديدا في الجنوب، وكذلك المعركة ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» في العراق، حيث فشل في دخول مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد حصارها لثلاثة أسابيع، مع المليشيات الشيعية والجيش العراقي.
وأضاف الموقع وثيق الصلة بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تقرير بعنوان: «جنرال إيراني في صنعاء لتنظيم متمردي اليمن في هجوم المضاد علي الهجمات السعودية»، أن إيران استفاقت بعد يومين من انطلاق الحملة العربية على اليمن «عاصفة الحزم»، وقررت إرسال «سليماني» لصنعاء لقيادة المعركة هناك، «وإنقاذ ما يمكن إنقاذه».
وقال أن قرار القيادة الإيرانية إرسال «سليماني» لليمن يشير، بحسب الموقع الإسرائيلي، إلى «عدم استعداد طهران للتخلي عن إنجازاتها المشتركة مع الحوثيين، وعناصر الجيش اليمني الموالين لها، بالسيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك الأجزاء الساحلية اليمنية على البحر الأحمر».
وقال «ديبكا» أن الحوثيين والقوات اليمنية الموالية لهم ما زالوا على مشارف مدينة عدن الساحلية المطلة على مضيق باب المندب، الذي يتحكم في الدخول والخروج من البحر الأحمر للمحيط الهندي وقناة السويس، ومن ثم البحر المتوسط، وإن وصول «سليماني» ضاعف احتمالات اندلاع معارك جوية وبحرية بين القوات السعودية والمصرية من جهة، والقوات الإيرانية التي تعسكر في جزيرة أبو موسى بالقرب من هرمز، بعد نزول قوات مصرية في عدن.
واعتبر الموقع أن وصول «سليماني» إلى صنعاء يشير إلى «حرص طهران على تحقيق مزيد من المكاسب على الأرض، لاستخدامها كورقة ضغط جديدة في مباحثاتها النووية مع الغرب بقيادة الوﻻيات المتحدة الأمريكية».
ويقول «ديبكا» المتخصص في التحليلات الأمنية والاستخبارية، أن إشراف قائد فيلق القدس على المعارك في اليمن يعني إن عليه أن يتخذ قرارا بشأن احتمالات تدخل قوات الطيران والبحرية الإيرانية في الحرب أمام الطيران السعودي والمصري، معتبرا أن الإنجاز الوحيد للطيران المصري والسعودي يتمثل في وقف تزويد الحوثيين بالأسلحة الإيرانية التي كانت تصلهم عن طريق الجو والبحر، وهو ما سوف يضطر «سليماني» لإيجاد طريق لكسر الحصار الجوي والبحري السعودي المصري المفروض على اليمن.
ولفت الموقع إلى انتشار أخبار يوم الخميس 26 مارس/أذار جرى التكتم عليها في العواصم الخليجية حول اشتباكات بين سفن حربية مصرية وإيرانية بالقرب من باب المندب، مشيرا لأنه، بحسب المصادر، يمكن في ظل هذه التطورات، عدم استبعاد اندلاع معارك جوية بين سلاح الطيران الإيراني والطيران المصري والسعودي.
وتوقع الموقع الصهيوني اتساع رقعة الحرب لتشمل دول أخرى مثل باكستان التي حذرت من أنها لن تسمح بالمساس بالأراضي السعودية، وذلك ردا على تهديدات الحوثيين بالتسلل إلى منطقة عسير ونجران وجيزان جنوب السعودية.
نفي حوثي
وقد نفى مسؤول حوثي تواجد الجنرال «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس أو أي خبير عسكري إيراني في صنعاء. كما هدد المسؤول بالرد على هجمات السعودية في المكان الذي ستطاله الجماعة، حسب تعبيره، مضيفا أن قرارات القمة العربية لا تهم جماعته.
وقال «محمد البخيتي» عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية أن ما تردد عن وصول وتواجد قائد فيلق القدس الإيراني «قاسم سليماني» إلى العاصمة اليمنية صنعاء بهدف تنظيم قوات الحوثيين بعد تلقيهم ضربات عسكرية في عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية بمشاركة دول خليجية ودول عربية أخرى، غير صحيح.
وقال «البخيتي» في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة:« هذه من الأكاذيب السخيفة التي تردد … لم يحدث أن وصل هذا الرجل ولا غيره من العسكريين الإيرانيين لصنعاء كما يرددون … نحن بالأساس لا نحتاج لأحد … نحن اعتمادنا على الله وعلى صمود الشعب اليمني»، حسب تعبيره.
كما نفى «البخيتي» حدوث أي انشقاقات في قيادة جماعة أنصار الله، مشددا على أن الضربات التي لا تزال تشنها دول التحالف زادت من شعبية الجماعة ودفعت الكثير من الشعب اليمني للانضمام لها، حسب قوله.