من جديد، عادت حوادث فتحات الصرف الصحي المكشوفة تلتهم ضحايا جديدة في السعودية، هذه المرة في جدة حيث لقي طفل لا يتجاوز الثامنة من العمر مصرعه الأحد، بعد سقوطه في خزان صرف صحي تابع لمبنى سكنية من ثلاثة أدوار، كان مهملا وغير مغطى.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، العقيد سعيد سرحان الغامدي، أن إدارته تلقت بلاغا يفيد بسقوط طفل في خزان صرف صحي بحي النزهة، الواقع شمال محافظة جدة، وعند وصول فرق الإنقاذ كان المكان يكتظ بأعداد من المواطنين وذوي الطفل، أمام مبنى من ثلاثة أدوار مسكونة ويجري فيها أعمال ترميم.
وأضاف الغامدي: “نزلت الفرقة إلى داخل خزان الصرف بعمق ثلاثة أمتار، ليتم انتشال الطفل (8 سنوات) بعد أن فارق الحياة”، وباشرت فرق التحقيق عملها، كما تم استدعاء الأدلة الجنائية لموقع الحادث لاستكمال التحقيق.
وكشف محمد علي، والد الطفل عمار، أن ابنه الطالب في الصف الثالث الابتدائي، كان عائدا إلى المنزل بعد انتهائه من حلقة تحفيظ القرآن مع أخيه التوأم عمر، وبرفقتهما طفل أحد الجيران قبيل صلاة المغرب، وتابع: “بينما كان الأطفال الثلاثة على مقربة من المنزل، مروا بجوار إحدى العمارات السكنية التي تجري بها أعمال ترميم، وتوجد بها حفرة صرف صحي مغطاة بورق مقوى بعمق ثلاثة أمتار، فوقع بداخلها عمار، بينما عاد أخوه إلى المنزل لإخبارنا بما حدث”.
سلسلة من الحوادث
ولم تفلح حملات قام بها مواطنون وناشطون بهدف الضغط من أجل وضع حد لأسباب تكرار حوادث فتحات الصرف الصحية المكشوفة، والتي أصبحت تسمى لدى الكثيرين “حفر الموت”، والتي راح ضحيتها أكثر من عشرين ضحية في أقل من ستة أشهر.
وبينما لم تظهر بعد نتائج التحقيقات في حادثة أثارت استياء واسعا في المملكة، راح ضحيتها أب وطفله، سقطا في فتحة صرف صحي في جدة قبل خمسة أشهر، وقع أكثر من ضحية جديدة، وسط إهمال المقاولين والجهات المعنية.
وفي الشهر الماضي لقيت فتاة في السادسة والعشرين من العمر مصرعها غرقا، بعد أن سقطت في غرفة صرف صحي، أمام أحد المنازل في مشروع الأمير سلطان الخيري في مركز الوديعة التابع لمحافظة شرورة.
وفي الشهر ذاته لقي وافد (35 عاماً) مصرعه إثر سقوطه في غرفة للصرف الصحي بعمق ستة أمتار في الدمام، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، غير أنه توفي لاحقاً متأثراً بإصابته.
وفي يناير/ كانون الثاني أنقذ الدفاع المدني في أبها، امرأة سقطت في حفرة صرف صحي تحت الإنشاء بعقبة ضلع، وتم نقلها للمستشفى إثر تعرضها لإصابات من خفيفة إلى متوسطة.
وفي الشهر ذاته توفي طفل في العاشرة من عمره بعد سقوطه داخل حفرة صرف صحي بمحافظة شرورة التابعه لمنطقة نجران.
وفي يناير أيضا قال الدفاع المدني إنه تم العثور على وافد متوفٍ بعد أن سقط في غرفة صرف صحي مكشوفة في جدة.
ولا يتوقع أن تنتهي تلك الحوادث قريباً، خاصة مع عدم التعامل مع هذا الملف بالشكل السريع من قبل الأمانات والدفاع المدني في مختلف المناطق. في ظل انتهاء التحقيقات غالبا بتبرئة البلدية من التقصير، وإلقاء اللوم على المقاول.
عن (العربي الجديد)