اعتبر “تسفي برئيل” محلل الشؤون العربية بصحيفة “هآرتس” أن اعتزام العرب إنشاء قوة عربية مشتركة، أمر لا يخيف إسرائيل، بل يجعلها تطير من فرط السعادة؛ ذلك لأن تل أبيب ترى في هذه القوة جزءًا لا يتجزأ من ركائز أمنها، وعلى الرغم من أن أحدًا لم يدعها للمشاركة في هذا التحالف، فإنها تمتلك فيه أسهمًا ممتازة، على حد قوله.
وقال”برئيل” في مقاله المنشور الاثنين 30 مارس: “إنَّ التمدد الإيراني في المنطقة، بات يقلق العرب إلى حد بعيد، لاسيما في ظل الاتفاق الذي يجرى حاليا بلورته في لوزان السويسرية بين الدول الغربية الكبرى وطهران بشان برنامجها النووي، فكلما اقتربت الأطراف من الوصول لاتفاق، تزايدت المساعي لبناء حصن عربي ضد النتائج المتوقعة للاتفاق، هذان التطوران يمكن أن يعيدا تشكيل ملامح الشرق الأوسط”.
وأكد أنه سواء وقع الاتفاق أم لم يوقع، فإن الحديث يدور عن حدث تاريخي لم تر المنطقة مثله منذ عشرات السنين، في إشارة إلى القوة العربية المشتركة، مضيفا” تعتزم الدول العربية إنشاء قوة عربية كبيرة وقوية، وإسرائيل للمرة الأولى، غير مرعوبة، وليس فقط لا تشعر بالرعب، بل إنها في الحقيقة تطير فرحًا”.
المحلل السياسي لـ “هآرتس” تابع موضحًا: “على مدى أجيال اعتمدت نظرية الأمن الإسرائيلية على السعي للتصدي بنجاح لتحالف عربي وليس فقط لدولة واحدة. وها هو مثل هذا التحالف يتشكل، لكن إسرائيل ترى فيه جزءا لا يتجزأ من ركائز أمنها. فحتى إن لم يكن هناك من دعاها للمشاركة في هذا التحالف، فقد اشترت فيه أسهما ممتازة “.
ولفت إلى أن قرار الجامعة العربية بتشكيل قوة عربية قوامها 40 ألف جندي ورغم أنه لم يقابل باعتراض، إلا أن هناك الكثير من الأسئلة المبدئية الهامة التي يتوجب على العرب الإجابة عليها خلال مباحثات طويلة يخَطط لإطلاقها الشهر المقبل، فمن غير الواضح من سيتولى الإشراف على هذه القوة، وهل ستعتمد على متطوعين أم وحدات نظامية تنسلخ عن الجيوش النظامية، من سيمول، والأهم من سيقرر الأسباب التي تستدعي تفعيلها.
وأضاف: “هل يمكن أن تطالب مصر بذلك، عندما تتعرض للهجوم من قبل تنظيمات إرهابية تتسلل من ليبيا، مثلما حدث قبل شهرين عندما ضربت بنفسها هناك، وهل يمكن للسعودية أن تأمر الجيش العربي بالعمل ضد تمرد مدني شيعي يندلع في البحرين، وماذا بشأن تدخل في العراق ضد داعش؟”.
كذلك تساءل “برئيل” ما إن كان سيُسمح للقوة العربية بالعمل في غزة ضد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والمصنف كتنظيم إرهابي في مصر. ونقل عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قوله” إذا كان هدف القوة العربية العمل ضد إسرائيل، لكنا أول المنضمين إليها”، وعلق الكاتب قائلا” لكن من الواضح أن هذا لن يكون هدفها”.