القاهرة – الأناضول – قال دبلوماسي عربي رفيع المستوى إن “كل من مصر وقطر اتفقتا مبدئيا على عودة سفيريهما إلى الدوحة والقاهرة”، بينما قال دبلوماسي مصري إن “الاتفاق لا يشمل عودة السفير المصري إلى الدوحة بعد”.
وعقب وصوله السبت إلى مدينة شرم الشيخ المصرية (شمال شرق)، حيث شارك في القمة العربية العادية السادسة والعشرين، عقد أمير قطر، الشيخ تيميم بن حمد، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “لقاء ثنائيا” في مطار المدينة بحثا خلاله “العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين”، وفقا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وقال الدبلوماسي العربي، وهو مطلع على تطورات العلاقات بين البلدين، إن “مصر وقطر، وفي إطار إزالة التوتر في العلاقات بينهما، اتفقتا مبدئيا على عودة سفيريهما إلى الدوحة والقاهرة”.
وتحفظ المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، عن ذكر أية تفاصيل بشأن توقيت عودة السفيرين.
وبينما أكد مصدر دبلوماسي مصري وجود “اتفاق مبدئي بين القاهرة والدوحة”، مضى قائلا إن “الاتفاق لا يشمل عودة السفير المصري إلى الدوحة بعد، ولكن تقرر الاكتفاء ببقاء السفير القطري في القاهرة، بعد أن حضر بصحبة الأمير تميم إلى شرم الشيخ، حيث عقدت القمة العربية”.
وأضاف المصدر المصري، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن “هذه الخطوة مبدئية، والاتجاه الحالي هو عدم الإعلان عنها رسميا مع الاكتفاء ببقاء السفير القطري في القاهرة وممارسة أعماله شيئا فشيئا إلى حين إيجاد الفرصة المناسبة لذلك”.
وفي 19 فبراير/شباط الماضي، أعلنت قطر استدعاء سفيرها من القاهرة، سيف بن مقدم البوعينين، للتشاور على خلفية تصريح لمندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب بعد تحفظها على عبارة “التفهم الكامل” لمجلس الجامعة لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم “داعش” في ليبيا، وذلك ردا على إعلان التنظيم ذبحه 21 عاملا مصريا في ليبيا.فيما كانت مصر قد استدعت سفيرها من الدوحة، محمد مرسي، للتشاور أوائل يناير/ كانون الثاني 2014، بعد انتقاد قطر لممارسات السلطات الحالية في مصر تجاه جماعة الإخوان المسلمين.
وارتبطت الدوحة بعلاقات وثيقة مع القاهرة خلال العام الذي حكمه الرئيس المصري، محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، قبل الإطاحة به في الثالث من يوليو/ تموز 2013؛ إثر احتجاجات شعبية مناهضة له، في خطوة يعتبرها أنصاره “انقلابا عسكريا”، ويراها مناهضون له “ثورة شعبية” استجاب إليها وزير الدفاع في عهد مرسي، الرئيس الآن، عبد الفتاح السيسي.
وقبيل لقاء السيسي وتميم الاحد، نقل التلفزيون المصري لقطات مباشرة للرئيس المصري أثناء استقباله أمير قطر، في المطار، حيث تبادل الرئيس والأمير الابتسامات والقبلات في أول زيارة يقوم بها تميم لمصر منذ توليه مقاليد الحكم في 25 يونيو/ حزيران 2013.
وجاءت هذه الزيارة في وقت كانت تشهد فيه العلاقات بين مصر وقطر توترا، بعد تقارب محدود بينهما نهاية العام الماضي، بمبادرة من العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبدالعزيز، تردد أنه تبدد مع رحيل الملك.
وكان مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوي صرح ، مساء الخميس الماضي، بأن مصر تبحث طلبا سعوديا قدم منذ أيام لعقد قمة مصرية – قطرية مصغرة، على هامش القمة العربية، لبحث التهدئة بين البلدين. وهو ما حدث بالفعل أمس السبت.