كشف مصدر عربي كان ضمن أحد الوفود المشاركة في القمة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بذل جهوداً مضنية خلال الايام الماضية من أجل دعوة النظام السوري للمشاركة في القمة، إلا أن السعودية هي التي رفضت وطلبت عدم مشاركة أي وفد يمثل النظام السوري.
وقال المصدر لموقع ”أسرار عربية” إن السيسي ومعه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان طلبا دعوة النظام السوري للمشاركة في القمة العربية، إلا أن الملك سلمان هو الذي عارض ذلك، وهو ما ربما أيضاً يفسر لماذا غاب رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد، وغاب نائبه محمد بن راشد، وغاب الرجل الأول في الامارات محمد بن زايد، حيث أن الامارات كان لديها عدد من المطالب من بينها دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد للمشاركة، كما أنها متحفظة على الحرب في اليمن التي أجبرت جبراً على المشاركة بها رغم علاقاتها الجيدة مع علي عبد الله صالح والحوثيين.
ولفت المصدر الى أن مقعد الوفد السوري الذي كان فارغاً كان عليه علم النظام السوري، وليس علم الثورة السورية الذي رفع في الدورتين الماضيتين للقمة العربية، وهي اشارة كانت بالغة الوضوح من السيسي الذي يدير المؤتمر بأنه لا يعترف بالثورة السورية، وأنه يعتبر أن الغائب هو بشار الأسد، وليس غيره، وأنه الذي يمثل الشعب السوري وليس اي طرف آخر.
ويؤكد المصدر بأن السيسي رفض أيضاً دعوة الائتلاف الوطني السوري أو أي من تشكيلات المعارضة السورية الى المؤتمر، بينما كان الائتلاف حاضراً في القمة التي انعقدت العام الماضي، في مؤشر آخر على الموقف المصري من الثورة السورية.
ويشير المصدر الى أن الخلاف السعودي المصري انتهى الى عدم دعوة أي طرف في سوريا، حيث كانت السعودية ترغب بأن يحضر الائتلاف الوطني السوري، ولو بصفة مراقب، بينما كانت مصر تريد أن توجه الدعوة للأسد شخصياً، وأن يحضر وفد يمثل النظام، وانتهى الأمر الى عدم دعوة أي طرف من الطرفين، حيث لم يكن بمقدور مصر أن تغضب السعودية ولا تتجاهل أوامر الملك سلمان، ليكتفي السيسي برفع علم النظام السوري على المقعد المخصص للوفد السوري، بدلاً من علم الثورة.
وكان الائتلاف الوطني السوري المقرب من السعودية قد شارك في الدورتين الماضيتين في أعمال القمة العربية، كما أن رئيس الائتلاف أتيح له أن يلقي كلمة في الرؤساء الحاضرين خلال قمة الدوحة التي انعقدت في آذار/ مارس 2013.
يشار الى أن السيسي فور توليه منصب الرئاسة في مصر زار العاصمة الروسية موسكو والتقى فيها الحليف المقرب من نظام الأسد فلاديمير بوتين، كما رد بوتين الزيارة الى القاهرة بعدها بفترة وجيزة، كما اكتشف العالم بعد ذلك بأن النظام المصري مرر شحنة أسلحة روسية الى نظام الأسد في سوريا منتهكاً بذلك العقوبات المفروضة على النظام.
وتأتي هذه المعلومات لتؤكد الأخبار التي تتحدث عن علاقات سرية يقيمها السيسي مع إيران والحوثيين في اليمن، وهي العلاقات التي يسود الاعتقاد بأن السعودية علمت بها وغضبت منها، ولذلك تجاهلت مصر عندما اطلقت عملية “عاصفة الحزم”، كما لم تتبلغ مصر بهذه العملية مسبقاً خشية أن يقوم السيسي بتسريب المعلومات عنها للايرانيين والحوثيين.