كان لافتا للانتباه في القمة العربية المقامة في شرم الشيخ، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سوف يحضران، فضلاً عن وصول عاهل البحرين وأمير دولة الكويت في وقت سابق من الجمعة، في حين خفضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي، على نحو غير متوقع.
وكانت الإمارات قد خفضت تمثيلها الدبلوماسي في القمة السابقة التي أقيمت في الكويت العام الماضي، حيث دار الحديث حينها أن أبوظبي غضبت من الكويت لعدم انضمامها إليها في خطوة سحب السفراء من قطر، لا سيما أن أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان الشاهد على توقيع اتفاق الرياض الأمني، الذي اتهمت قطر حينها من جانب الدول الثلاث بمخالفته.
واستقبلت مصر عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حمد بن محمد الشرقي، الذي وصل على رأس وفد يضم وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان، و رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الدكتور راشد بن حمد الشرقي وآخرين.
وما يثير التساؤل، هو لماذا قامت الإمارات بتخفيض تمثيلها وهي التي تعدّ الداعم الأكبر لنظام عبد الفتاح السيسي، منذ تسلمه السلطة بعد الإطاحة بحكم الرئيس المنتخب محمد مرسي بانقلاب عسكري.
وتعتقد وسائل إعلام مصرية معارضة، أن هناك خلافاً اقتصادياً مع مصر دفع الإمارات إلى هذه الخطوة، في حين ذكرت وسائل إعلام إماراتية أن إسناد تمثيل الإمارات لحاكم الفجيرة قد تم إقراره في وقت سابق.
وهذه الخطوة علقت عليها مصادر صحفية بالقول إن تخفيض الإمارات لتمثيلها “يعود إلى اعتراض إماراتي على كيفية سير عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن”، حيث تحدثت أنباء عن دعم إماراتي للحوثيين وللقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات.
ووفق الموقع الرسمي للتلفزيون الحكومي المصري، من المقرر أن يشارك 14 رئيساً وملكاً وأميراً في قمة شرم الشيخ من إجمالي زعماء وقادة 21 دولة عربية، بينما يبقى مقعد سوريا في الجامعة شاغراً بموجب قرار مجلس الجامعة بتعليق مشاركتها في الاجتماعات، على خلفية الصراع الدائر منذ عام 2011.
وتنطلق فعاليات القمة العربية في شرم الشيخ اليوم السبت وتستمر ليومين.
ويغيب عن القمة سبعة من القادة العرب، لأسباب لم يعلن عنها، غير أن بعضهم عانى مؤخراً من مشاكل صحية مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد.
فيما فشل البرلمان اللبناني على مدار الأشهر الماضية في انتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفاً لميشال سليمان المنتهية ولايته، بينما لم تنتخب ليبيا رئيساً جديداً للبلاد منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011، فيما يفضل بعض القادة إرسال من ينوب عنهم لحضور مثل تلك القمم دون إبداء أسباب، كما هو حال ملك المغرب.
وتبحث القمة 11 بنداً، بالإضافة إلى بند بشأن ما يستجد من أعمال، أبرزها تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، وتطوير جامعة الدول العربية، والتطورات الخطيرة في كل من سوريا وليبيا واليمن، فضلاً عن “صيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة”.
عن عربي 21