اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الجمعة أن السبب الحقيقي خلف “العدوان” على اليمن “فشل” آلـ سعود في اليمن، مستغربا “الشهامة العربية” والحديث عن سيطرة إيرانية على اليمن.
وقال حسن نصرالله أن العملية العسكرية السعودية على اليمن هي “عدوان”، وأنه “على مدى عقود لم يتحرك العرب من أجل فلسطين ولبنان كما تحركوا في الحملة على اليمن”، مستغرباً أن “تهب عاصفة الحزم على اليمن، في حين أن فلسطين عانت عبر عقود من الاحتلال والقهر ولم تهب عليها ولا نسمة حزم عربية واحدة”.
واتهم السعودية بأنها “تشعل النار باستمرار في سوريا وتعرقل الحل السياسي فيها”، وأنها “تقف خلف التفجيرات الانتحارية في كل العراق”، و”تقف خلف تنظيم داعش”.
واعتبر أن “عقول الحكام الفاشلين والكسالى (وفق وصفه) في السعودية، هي التي تفتح المنطقة أمام إيران (دون أن يقدم توضحيات)”، مؤكدا أن “حجة أن إيران تسيطر على اليمن من أكبر الأكاذيب”.
وتساءل مستنكرا: “هل حجة إعادة عبد ربه منصور هادي رئيسا تكفي لشن عدوان على اليمن؟”.
وأفتى نصر الله بأن “أي مسلم يقبل بالعدوان على اليمن فهو آثم وسيحاسب يوم القيامة”، متسائلا باستنكار: “ما الحاصل أصلا حتى نرى كل هذه الشهامة العربية؟”.
ورأى أن “إسرائيل لم تكن في نظر حكام السعودية ومن معهم عدوا أو تهديدا يستلزم همة أو عاصفة من هذا النوع″.
ودعا نصر الله لـ”وقف العدوان على اليمن والعمل على حل سياسي”، معتبرا أن “الفرصة مازالت قائمة أمام الحكام في السعودية في هذا الشأن”.
وأدان نصرالله “العدوان السعودي الأميركي على اليمن وأبنائه ومقدراته”، وطالب بوقفه فوراً، كما دعا لاستعادة الحوار بين الأطراف اليمنية، وقال “من حق الشعب اليمني المظلوم والمضطهد أن يدافع ويقاوم ويتصدى وهو يفعل ذلك، وسينتصر”.
كما اعتبر نصرالله أن “شنّ الحرب على اليمن استجابة لنداء (الرئيس اليمني عبدربه منصور) هادي حجة واهية”، حيث لم تكن هكذا ردة فعل الدول العربية في حالات مماثلة في تونس وغيرها مثلاً، إضافة إلى أنه “لا دليل على أن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمن السعودية والخليج”.
وشدد نصرالله على أن “السبب الحقيقي وراء الحرب على اليمن هو فشل السعودية ويأسها من الجماعات التكفيرية التي تدعمها”، وأن “استعادة اليمن يكون بالحوار والتعاطي العاقل وليس بعاصفة الحزم”.
وقال نصرالله إن “السعودية لا تعترف بوجود شعوب في المنطقة، بل تعتبر الجميع رعايا”، وأكد أن “فشل السياسات الخارجية السعودية يفتح أبواب المنطقة أمام إيران حتى لو لم تكن راغبة بذلك”.
وأضاف إن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على شراء الذمم ودعم التكفيريين في اليمن، وهي تهيمن على اليمن منذ عشرات السنين، “وعملت على تحويل مذاهب عدد من القبائل هناك”.
وكشف نصرالله أن وفداً من قيادة حركة أنصار الله كان موجوداً في السعودية عشية وفاة الملك السعودي السابق عبدالله بن عبد العزيز، كما كان هناك تواصل دائم يبن أنصار الله والسعودية وقطر وباقي دول الخليج، وفجأة تغير المشهد مع تغير القيادة السعودية.
وشنّ نصرالله هجوماً عنيفاً على السعودية معتبراً أن “النظام السعودي والحكومات العربية تخلوا عن الشعب الفلسطيني بوجه العدوان الإسرائيلي المستمر”، متهماً السعودية بدعم وتحريض نظام صدام حسين العراقي في حربه ضد إيران، كما اتهم المخابرات السعودية بتمويل وإعداد العمليات الانتحارية والتفجيرات في العراق، كما إن “الأمير بندر بن سلطان يقف وراء تمويل واطلاق تنظيم داعش”.
وعن الدور السعودي في الأزمة السورية اعتبر نصرالله أن “السعودية تمنع الحل السياسي في سوريا وتعمل على استمرار الحريق”، وأنها بالتعاون مع قطر وتركيا بذلت جهوداً من أجل جعل سوريا دولة تابعة.
وفي الشأن الداخلي اللبناني أكد نصرالله على مواصلة الحزب الحوار مع تيار المستقبل، “رغم محاولة عدد من شخصياته تعطيل الحوار”، مؤكداً أن ما يجري في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وكل ما يجري فيها من شهادات “لا يعنينا”.
وشدد نصرالله على أن إيران لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية اللبنانية ولا تضع فيتو على أي مرشح، وأن المملكة العربية السعودية هي من تضع فيتو على انتخاب الرئيس الأوفر حظاً، وخصوصاً وزير خارجية السعودية سعود الفيصل.