لعل موقفها الحاسم من تطورات الأوضاع على وقع عمليات (عاصفة الحزم) بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن، هو الأحدث والأكثر حسمًا، حين غرّدت على تويتر مهددة إيران بكلمات بليغة مختصرة: “أمن الخليج أمننا”.
كلام (بلقيس باكستان) وفقا لموقع” إيلاف ” يتزامن مع مشاركة باكستان، من خارج السرب العربي في (عاصفة الحزم) إلى جانب السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر ومصر والأردن والسودان.
وقد تحدثت تقارير عن اعتزام باكستان إرسال طائرات وسفن حربية إلى ميدان القتال “هذا إن لم تكن وصلت سلفًا”، فضلًا عن إرسال باكستان خبراء ومستشارين عسكريين على وجه السرعة إلى السعودية.
وكان مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، قال الخميس، إن أي تهديد لأمن السعودية “سيثير ردًا قويًا” من إسلام آباد. وترأس شريف “اجتماعًا رفيع المستوى” فور الإعلان عن إطلاق (عاصفة الحزم) قال فيه إن باكستان تتمتع بروابط وثيقة وأخوية مع السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وأوضح مكتب شريف أن “الاجتماع خلص إلى أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيثير ردًا قويًا من باكستان”.
يذكر أن وزيرة خارجية باكستان حنا رباني خار المولودة في العام 1977 في مدينة مولتان تتحدر من أسرة ناشطة في الحقل السياسي في البنجاب، أحد أكبر أقاليم باكستان، وكان عمها غلام مصطفى خار رئيسًا للإقليم وعضوًا في البرلمان في سبعينيات القرن الماضي.
يعود مصدر نفوذ عائلة خار السياسي إلى قدرتها الاقتصادية، وتستقي نفوذها السياسي من الأراضي التي تملكها، وهي إقطاعية مترامية الأطراف، تضم مزارع سمكية وحدائق مانجو وحقول قصب السكر.
وفي حين كانت حنا رباني الحاصلة على بكالوريوس في علوم الإدارة من جامعة لاهور، ودرجة الماجستير في الإدارة من جامعة ماساتشوستس، متحمسة لمجال إدارة الفنادق، إلا أن والدها غلام رباني خار دفعها إلى الانخراط في العمل السياسي.
جدل
أثارت حنا الشهيرة بهواية رياضة تسلق الجبال، والمتزوجة وأم لطفلتين، جدلًا حين غيّرت ولاءها السياسي من حزب الرابطة الإسلامي الموالي للرئيس برويز مشرف آنذاك، إلى حزب الشعب الباكستاني خلال الانتخابات البرلمانية عام 2008، وتم انتخابها في الجمعية الوطنية في كل من انتخابات 2002 و2008.
يُذكر لعميدة الدبلوماسية الباكستانية الشابة الجميلة، أنها تدخلت وبقوة لوأد أزمة كادت تفجر العلاقات بين إسلام اباد والرياض في مهدها إثر مقتل دبلوماسي سعودي على أيدي مجهولين في كراتشي يوم 16 مايو (أيار) 2011.
حينها سارعت حنا رباني إلى التواصل مباشرة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وعملت على الفور على تصفية الأجواء، حيث أعربت عن صدمتها وغضبها تجاه الحادث، ووعدت بتحقيق في الأمر وبتقديم الجناة إلى العدالة. مهمة ناجحة ناجزة من هذا النوع أقنعت الرئيس آصف علي زرداري بترقية حنا إلى منصب وزيرة الخارجية، بدلًا من البحث عن مرشح آخر لم يختبر بعد.