تباين موقف دول عربية وإسلامية وغربية إزاء عملية “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، ما بين 9 مشاركة، و 6 ما بين داعمة ومؤيدة، و4 رافضة، وواحدة تدرس المشاركة دون أن تبدي موقفها.
وبحسب رصد أجراه مراسل وكالة الأناضول، لوكالات أنباء رسمية، وبيانات صحفية، وتصريحات خاصة، منذ بدء العملية منتصف ليل الأربعاء-الخميس وحتى الساعة 20.00 تغ، فإن الدول المشاركة إلى جانب المملكة العربية السعودية، 4 دول خليجية هي البحرين، والكويت، وقطر، والإمارات، بالإضافة إلى المغرب، والسودان، والأردن، ومصر.
أما الدول الداعمة والمؤيدة للعملية، فهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وفلسطين، وليبيا (ممثلة بمجلس نواب طبرق).
بينما رفضت كل من: إيران، وسوريا، والعراق، والجزائر.
دول مشاركة:
الدول الخليجية الـ5، وفي بيان مشترك لها، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قالت إنها “قررت الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق”.
وفي الوقت الذي قالت فيه الوكالة السعودية، إن المغرب شارك في العملية، قال بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالمغرب، إن المملكة “تعلن عن تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمس من قريب أو من بعيد الحرم الشريف، أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها، وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن”.
وأعلنت مصر رسميا، مساء اليوم، مشاركتها في العملية العسكرية، التي تقودها السعودية في اليمن، تحت اسم “عاصفة الحزم”. وقالت الرئاسة المصرية في بيان، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إنه “استجابة للنداء الذى أطلقته الجمهورية اليمنية الشقيقة، كان حتمياً على مصر تحمل مسؤوليتها وأن تلبى نداء الشعب اليمنى من أجل عودة استقراره والحفاظ على هويته العربية، وذلك من خلال مشاركة عناصر من القوات المسلحة المصرية من القوات البحرية والجوية بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، لاستعادة الاستقرار والشرعية فى اليمن”.
وبينما لم توضح الرئاسة في بيانها ما إذا كانت المشاركة المصرية في العملية حصلت بالفعل، أم أنها ستكون مشاركة مستقبلية، قالت إنها تأتي “اتساقاً مع الموقف الذى اتخذته دول مجلس التعاون الخليجى بدعم الشرعية التى توافق عليها الشعب اليمنى برئاسة الرئيس عبد ربه هادى منصور، وإنطلاقاً من مقتضيات مسؤولية مصر تجاه الحفاظ على الأمن القومى العربى بمنطقة الخليج والبحر الأحمر، واستناداً إلى إتفاقية الدفاع العربى المشترك وميثاق جامعة الدول العربية”.
السودان من جانبه وعلى لسان وزير خارجيته، علي كرتي، ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، مشاركته في “عاصفة الحزم”. بينما قال كرتي، إن بلاده تشارك بـ3 طائرات لم يحدد طرازها، في تلك العملية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، قال الوزير حسين، إن قواته ستشارك “بقوات برية وجوية”، في إشارة إلى احتمال توسيع العمليات الجارية حاليا.
وفي الأردن، قال مصدر حكومي رفيع المستوى، في تصريح لوكالة الأناضول، مفضلاً عدم ذكر هويته، إن بلاده تشارك مع العديد من الدول العربية في عمليات عسكرية جوية ضد من وصفها بالقوى الخارجة عن الشرعية في اليمن. وأضاف المصدر أنه “لا نية لدى الأردن للمشاركة في أية عمليات برية محتملة داخل اليمن”.
دول داعمة
الولايات المتحدة الأمريكية، من جانبها، أكدت علمها بالعملية العسكرية، وقالت إن الرئيس باراك أوباما أمر بدعم لوجستي واستخباراتي للتحرك الخليجي في اليمن، بحسب بيان صادر عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان.
الخارجية البريطانية، أعلنت هي الأخرى، في بيان لها، دعمها للتدخل العسكري في اليمن، معتبرة التحركات الأخيرة للحوثيين وتمددهم في عدن وتعز “إشارة لرفضهم العملية السياسية”.
بدورها أيدت فرنسا العملية، وقالت في بيان لها: “العمليات التي نفذت الليلة الماضية في اليمن تأتي بناء على طلب من السلطات الشرعية”.
وأعلنت الخارجية التركية في بيان لها، دعم “عاصفة الحزم”، قائلة: “كانت السعودية قد أطلعتنا على قرار العلمية قبل البدء بها”.
كما أعربت الرئاسة الفلسطينية، عن دعمها لـ”عاصفة الحزم”، وقالت في تصريح مقتضب نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إنها “تدعم قرار المملكة العربية السعودية، ومجلس التعاون الخليجي، والدول العربية المشاركة في العمليات الرامية إلى الحفاظ على وحدة اليمن ودعم الشرعية فيه”.
وفي ليبيا، أعربت الحكومة المؤقتة المنبثقة عن برلمان طبرق (شرقي البلاد) عن تأييدها “المطلق” للعملية، بحسب بيان صادر عن وزارة خارجيتها.
دول رافضة
دعت إيران إلى وقف حركة القتال في اليمن، وقالت إن “السعودية تعقد الأمور أكثر، وأن الضربات العسكرية سوف تزيد الأمور تعقيداً ولن تحلها، بحسب ما نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
كما اعتبر النظام السوري العملية “عدواناً سافراً”، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
أما العراق، فقال وزير خارجيته، إبراهيم الجعفري، إن بلاده ترفض العملية العسكرية في اليمن، قائلاً في تصريحات صحفية، إن “استخدام السلاح خارج كل دولة سيضع كل دولة من البلدان على مرحلة جديدة وعسكرة الخلافات السياسية”.
الجزائر وعلى لسان وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، قال إنه لن يشارك في هذه العملية. وأضاف لعمامرة في تصريحات صحفية، إن بلاده “لن تشارك، ولديها موقف سياسي وهو أن جيشها يحارب داخل أراضيها فقط”، مضيفاً ان “الحوثيين هم طرف أساسى فى المعادلة السياسية اليمنية، لذلك فإن الجزائر تركز على ضرورة إجراء حوار سياسي، باعتباره ضرورة”.
دولة إسلامية تدرس المشاركة
باكستان من جانبها، قالت إنها تدرس طلباً من قبل السعودية بالمشاركة في تدخلها العسكري في اليمن، لـ”مواجهة تقدم المتمردين الحوثيين”، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، تسنيم إسلام، في لقائها الأسبوعي مع الصحفيين: “يمكنني تأكيد أن السعودية اتصلت بنا، هذا كل ما يمكنني قوله حالياً”.
ونقلت صحيفة داون الباكستانية عن مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز تأكيد بأن “مسؤولين سعوديين كبار قد تواصلوا مع القيادة الباكستانية للمطالبة بالمشاركة في العملية العسكرية في اليمن”.
وأضاف عزيز: القرار لم يتخذ بعد، ورئيس الوزراء نواز الشريف سوف يرأس اجتماع رفيع المستوى لاستشارة مساعديه المقربين بشأن هذا الأمر”.