واصل الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي مسلسل تحامله الشديد على المسلمين في العالم، واتهمهم بالمسؤولية عما يحيق بهم نتيجة ممارساتهم، وسلوكياتهم، التي لا تتفق مع صحيح الإسلام، ورحمته، على حد قوله، مكررا اتهامه لهم بأنهم يحاولون فرض عقيدتهم على البشرية بالإكراه.
وقال السيسي في حواره مع إذاعة “القرآن الكريم” المصرية بمناسبة ذكرى تأسيسيها الحادية والخمسين، صباح الأربعاء: “اسمحوا لي أن نتوقف أمام أحوالنا، وممارساتنا، وسلوكياتنا، كمسلمين في العالم، بدون انحياز، وبتجرد، وأن نرى أفكارنا، ومواضع أقدامنا، وأين نحن من أفغانستان، وباكستان، واليمن، والعراق، ومصر، وسوريا، وليبيا، ونيجيريا، والصومال”.
وأضاف السيسي: “بصوا يا مسلمين.. مالكوا.. إيه اللي بتعملوه ده.. إيه اللي بتعملوه في أنفسكم، والبشرية، والإنسانية؟ هل هذا هو صحيح الإسلام؟ هل هذه الرحمة المهداة؟ هل هذا هو السلام والأمان الذي نوفره لأنفسنا، ومجتمعنا، والإنسانية؟ هل هناك دين يأمر بكده؟، وفق تساؤلاته.
وأضاف: “نحن نسيء.. نسيء لإسلامنا”.
وقال: “أنا باتعرض للموضوع ده علشان هاقابل ربنا بيه.. سأتكلم بما في نفسي.. إننا نسيء لإسلامنا.. الإساءة للإسلام مش جاية منهم هم.. الناس شافت النبي محمد بممارساتنا وسلوكياتنا، فعملوا كل ما يسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
واستطرد: “نحن نقدم صورة سلبية جدا للعالم كله، وإنتوا بتقولوا إن هذا دين..دين؟!”.
وتابع: “يعني الإساءة مش جاية منهم هم. فأنا أرى الأسرة من أبنائها.. إيه اللي قدمناه للناس علشان ما يعملوش فينا كده؟ وما يقولوش علينا كده؟”.
وأضاف: “إنتوا زعلانين ليه؟.. مين يقول إن مقام الألوهية يفرض على الناس أن تعبده؟.. محال ده. مين قال إن ربنا يقبل كده؟”.
وفي البداية وجه السيسي التحية للشبكة والمستمعين، مشيرا إلى أن الإذاعة بدأت بثها في العام 1964 بالتزامن مع حادث تحريف القرآن الكريم، ومشددا على أن “حساب الإساءة إلى الدين أشد وأمضى، لأن الخطأ بشأنه أعظم وأفدح”.
وتابع: “سنُحاسب لو سمحنا بالإساءة للدين، ولم نتصد لذلك، أو انحزنا لأفكار مغلوطة ومشوهة أساءت للدين وللنبي وللإسلام”، مشيرا إلى أن هناك أفكارا جعلت بعض الشباب يبتعد عن الدين بعد أن تسببت في “هدم فكرة الدين داخله”.
وأكد أنه ليس قلقا من ابتعاد البعض عن الدين بسبب صدمتهم في بعض المتحدثين باسمه ممن يرتكبون القتل والتخريب، لأنه يوقن أن هؤلاء سيعودون سريعا بعد معالجة ذلك.
وقال: “أقسم بالله أن الإسلام لن يعز بسفك الدماء، ولن يعز بالمفسدين في الأرض”، مشددا على ضرورة استيعاب الاختلاف الذي وضعه الله في خلقه، الشكل واللون والدين والألسن، لحكمة يريد بها سبحانه أن يأتي الناس لعبادته طوعا، ورغبة.
واختتم حديثه قائلا: “لا بد أن نتوقف كثيرا على حالنا، وحقيقة إسلامنا، وربنا يعيننا، ويلهمنا الصدق والصواب”.
ويعود إنشاء إذاعة القرآن الكريم إلى الخامس والعشرين من آذار/ مارس عام 1964.
ويُذكر أن الآلاف سفكت دماؤهم من المسلمين في عهد عبدالفتاح السيسي منذ قام بانقلابه على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، كما أنه اُعتقل الآلآف، ولفقت الاتهامات للآلاف، وحُكم على المئات بأحكام إعدام جائرة، وصدر حكم قضائي باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهو ما رفضته الولايات المتحدة وأوروبا ودول العالم، كما أنه يتنافى مع حقيقة الجماعة التي تصنف في العالم باعتبارها جماعة سنية سلمية معتدلة.
ويشن نظام السيسي حملة شعواء على أبناء التيار الإسلامي بكل تصنيفاته، ويستهدفهم في جميع مؤسسات الدولة، ويقطع أرزاقهم بالشبهة، ويلفق لهم التهم الكاذبة، ويضيق على الدعوة الإسلامية، كما قام بتأميم المساجد، وحرق وتدمير العديد منها، وحرق المصريين أحياء، وقتل المتظاهرين السلميين، وغيرها من الانتهاكات المريعة التي لا يقرها شرع، ولا قانون، وفق منظمات ومؤسسات حقوقية دولية.