اكد نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي ان انتشار بوسترات تحمل صور المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي “تثير القشعريرة في جسدي”. وقال علاوي في لقاء اجرته معه مراسلة شبكة سكاي نيوز الاميركية، شيرين تادروس، في مكتبه ببغداد، ان تدخل ايران في العراق امر غير مقبول، وإنها “تفشل في دحر” مقاتلي تنظيم ما يسمى بـ”الدولة الاسلامية”. ونقلت عن علاوي قوله انه “قلق جدا من تزايد النفوذ الايراني على الميليشيات”، التي تخوض حربا ضد تنظيم داعش في العراق. واضاف “اعتقد ان دور أية قوة اقليمية أو أية قوة اخرى في شؤون العراق أمر غير مقبول”.
ومضى علاوي يقول ان الايرانيين “يفعلون ما يفعلونه ويرسلون ضباطا للقتال وللقيادة، ويصرحون بان بغداد ستصبح عاصمة الامبراطورية الفارسية”، مؤكدا ان هذا “أمر غير مقبول”. ويؤكد ان بوسترات خامنئي “تثير القشعريرة” في جسده، وان ثمن التدخل الايراني سيكون غاليا. وبالنسبة لعلاوي، ان “الميليشيات تشكل تهديدا لاستقرار البلد”.
وقال “بقدر ما اشعر بالقلق من مجموعات الميليشيات هذه، سواء كانت سنية أم شيعية، وهي التهديد الرئيسي، ففي الواقع ان الحكومات والقوى الاقليمية التي تدعم هذه المجموعات هي اكبر تهديد على العراق وعلى مستقبل العراق”.
كما حذر علاوي ايضا من ان “فشل هذا البلد يعني فشل المنطقة برمتها”. ولهذا يجد علاوي ان “من المهم جدا الحفاظ على العراق بلدا موحدا، فدراليا، ديمقراطيا، واجراء مصالحة على الارض وبناء دولة قابلة للحياة”.
وتعلق مراسلة سكاي نيوز قائلة ان “في مقبرة النجف، يدفن ما يزيد عن 50 مقاتلا كل يوم، حسب ما يقول دفانون”. وتتابع ان “المكان الذي يدفن فيه المقاتل يعتمد على الميليشيا التي كان يقاتل في صفوفها”، موضحة ان “القبور التي تحمل علامة صفراء تشير الى ان المقاتلين ينتمون الى كتائب حزب الله، وهي الميليشيا النشطة في العراق على مدى عقد من الزمان تقريبا وعلى قائمة التنظيمات الارهابية الاميركية منذ العام 2009”.
وتقول ان “ما تشترك فيه العديد من الميليشيات هو حصولها على دعم من ايران. فإيران توفر الاسلحة، والتمويل، كما نفذت غارات جوية لإسناد عمليات الميليشيات”. وترى ان “النفوذ الايراني القوي في العراق ليس جديدا، لكن كيف انه اصبح الان واضحا للعيان هو ما يثير الدهشة”، موضحة ان “صور المرشد الاعلى الايراني، علي خامنئي، تنشر في عموم مناطق البلد”.
وتشير الى “عديدين يشعرون بقلق جدي مما يعنيه هذا الامر على مستقبل البلد”.
وكان مدير المخابرات المركزية الاميركية، قال ان قائد قوة القدس الايرانية يسهم بزعزعة الاستقرار في العراق ويعقد المهمة الاميركية لمحاربة الارهاب بقيادته بعض القوى العراقية التي تقاتل تنظيم ما يسمى بـ”الدولة الاسلامية”.
وقال جون برينان في لقاء اجرته معه شبكة فوكس نيوز الاميركية، انه لا يعتبر “ايران حليفا حتى الان داخل العراق”، على الرغم من ان ايران والولايات المتحدة يعتبران تنظيم “الدولة” عدوا لهما.
وكان قائد هيئة الاركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، قال في شهادة له في جلسة استماع في الكونغرس في الاسبوع الماضي، ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق من احتمال ان تتحول الميليشيات الشيعية في نهاية المطاف ضد السنة والاكراد العراقيين، ما يزيد من زعزعة استقرار البلد.
وقال برينان انه لا يعتقد ان وجود قاسم سليماني ومستشاريه يشير الى ان ايران توسع من مكانتها في العراق ومستقبله، لكنه قال ان هذا لا يعني انها لا تحاول ذلك.
وتلاحظ مراسلة سكاي نيوز في تقريرها ان “بينما تتواصل معركة تحرير العراق من تنظيم داعش، فان الحرب الاوسع بين اولئك الذين يقاتلون على الارض ـ ومسانديهم في كل مكان ـ تتزايد وضوحا باستمرار”. وتختتم قائلة ان “مستقبل العراق، واستقرار المنطقة، في الميزان الان”.