قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنَّ حذف قصة صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من المناهج الدراسية في مصر يأتي في إطار الحرب التي يشنها النظام المصري على الإرهاب، و”الإصلاحات الدينية” التي ينتهجها الرئيس السيسي، والتي بدأت تعبر عن نفسها أيضًا على الساحة الأيديولوجية أيضًا، ذلك لأن هذه تلك الرموز الإسلامية “تحرض على الإرهاب”.
وكتب” روعي كايس” محلل الشؤون العربية بالصحيفة: “إصلاح جديد في إطار المعركة ضد التنظيمات الإرهابية الإسلامية يشعل بلد النيل. حيث تنشغل وسائل الإعلام حاليًا في مصر والعالم العربي بوجه عام بقرار مثير للخلاف أصدرته وزارة التعليم المصرية بإزالة القصص الأبدية لأبطال الإسلام صلاح الدين وعقبة بن نافع من مناهج التعليم بالمدارس”.
ومضى يقول: “كثيرًا ما تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعلماء دين بارزون في البلاد عن الحاجة لشن معركة أيديولوجية على التطرف الإسلامي- الذي يقوده داعش والإخوان المسلمين. وإلى جانب المعارك العسكرية، والأمنية والقضائية. يبدو جليًا الآن أن المعركة القيمية بدأت تؤتي ثمارها في منظومة التعليم المصري”.
“كايس” تابع قائلاً: “وزارة التعليم قررت تغيير المنهاج الدراسية بالمدارس وتقليص المواد “التي تحض على العنف”. وفي إطار القرار الأول من نوعه، تحوي قائمة الموضوعات التي لن تدرس مجددا بالمدارس قصة حياة صلاح الدين الأيوبي،” محرر القدس” من يد الصليبيين. قصة الحياة هذه التي تحظى بإجماع أسطوري بالعالم العربي، حذفت من الوحدة الأولى بمنهج اللغة العربية بالصف الخامس”.
واستدرك : “بطل آخر، في التاريخ الإسلامي التقليدي، عرف كأحد رجال النبي محمد، وهو عقبة بن نافع، حذف جزئيا من منهج الصف الأول الإعدادي. نافع هو الذي قاد احتلال الإسلام لمنطقة المغرب وإفريقيا”.
الكاتب الإسرائيلي تطرق أيضا إلى حذف قصة نهاية الصقور، بدعوى التخوف من تحريض التلاميذ على العنف، حيث تقوم العصافير بحرق أعدائها من الصقور، و هو ما اعتبر ترويجا لتنظيم داعش المتطرف الذي يحرق خصومه، على حد قول “كايس”.
وتطرق التقرير إلى أصداء هذا القرار، الذي أغضب عناصر إسلامية، ومؤرخين، مستشهدا بتصريحات رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون التي قال فيها “الحذف هو اعتداء على تاريخنا، ومسخ لهويتنا، ورضوخ لأعدائنا، لا نستبعد أن نجد مكانهما العام القادم: البطل ريتشارد قلب الأسد والفاتح نابليون”.