كشفت مصادر عسكرية وأمنية عراقية عن توزيع مليشيات “الحشد الشعبي” الممولة إيرانياً، الاثنين، رسائل وقصاصات ورقية لقيادات في الجيش العراقي حذرتهم فيها من تكرار مطالبتهم بتدخل أميركي في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش) مهددة إياهم بما وصفته “سوء خاتمة ” إشارة الى قتلهم.
وقال مسؤول عسكري عراقي في الفرقة الخامسة في الجيش استيقظنا، صباح الاثنين، داخل معسكراتنا القريبة من تكريت ووجدنا رسائل وقصاصات ورقية مذيلة بتوقيع مليشيات عدة كتب فيها “أما وقد طرق إلى مسامعنا قيام بعضكم بالاستجداء والتوسل من الشيطان الأكبر لقتال صنيعته بالعراق (داعش) دون الرجوع إلى المجاهدين الحقيقيين الذين يقاتلون بلا ثمن ولا منصب أو طمع فإننا نحذركم من تكرار ذلك وسحب تقاريركم الميدانية التي استنجدت بتدخل الشيطان في المعارك، ونحذركم من سوء الخاتمة”.
وعادة ما تستخدم إيران مصطلح الشيطان الأكبر في الإشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.وأوضح الضابط العراقي أن “الورقة ذيلت بتوقيع (حزب الله) العراقي وفيلق (بدر) و(عصائب الحق) ولواء (أبو الفضل العباس) ولواء (اليوم الموعود) و(سرايا خراسان) وهي فصائل مسلحة متطرفة ترتبط مباشرة بالحرس الثوري، وتتلقى دعماً إيرانياً كبيراً، ولها ثقل سياسي لا يمكن إغفال أو تجاهل “.
من جهته، قال ضابط آخر برتبة مقدم في قيادة عمليات صلاح الدين العسكرية ضمن القوات البرية العراقية إن “ما لا يقل عن 12 ضابطاً كبيراً بالجيش تلقوا تلك التهديدات من المليشيات، قبل يوم واحد من موعد إرسال التقرير الميداني العسكري لوضع القوات النظامية العراقية”.
وأضاف المقدم الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية أن “الرسائل تزامنت مع اغتيال ضابطين يشاركان في لجنة تقييم القوات المسلحة الشهرية، أحدهما داخل منزله في شارع القناة في بغداد، والثاني غرب العاصمة في مدينة الشعلة”، موضحاً أن “دخول المليشيات إلى أجنحة إقامة الضباط والقادة في القواعد والمعسكرات العراقية التابعة للجيش صورة واضحة على دولة المليشيات العراقية”.
وينتظر أن يصدر، الثلاثاء، تقرير ميداني لقادة الجيش العراقي يبينون فيه أبرز احتياجات الجيش والمشاكل التي تكتنف عمله، وتقييم الوضع العام وهو تقرير مقدم لرئيس الحكومة وغرفة التحالف الدولي في بغداد، وبحسب تسريبات أولية فقد احتوى التقرير على توصية بتدخل التحالف الدولي في معركة تكريت لاستعصاء دخولها ولتجنب الخسائر البشرية بين القوات المهاجمة.
كما أكد القيادي في مجلس عشائر محافظة صلاح الدين، الشيخ جمعة الجبوري ممارسة المليشيات ضغوطاً على الجيش من مختلف النواحي، بينها رفضه توصيات الضباط بطلب مساعدة أمريكية في معركة تكريت”.
وأوضح الجبوري أن “المليشيات تتبنى سياسة إيران وإرادتها وليس إرادة أو مصلحة العراق وسياسته الحالية، لذا يمكن التأكد أن رسائل المليشيات جاءت بأوامر أو توجيه إيراني لهم”. ولفت إلى أن” العبادي فاقد القدرة على اتخاذ أي قرار يصب في صالح العراق إذا ما كان يتعارض مع مصلحة إيران بسبب تغول المليشيات وتحولها إلى وسيلة هدم ثانية تنافس “داعش” بل وتتفوق عليه في بعض الأحيان في سباق تمزيق العراق”.