قال موقع “شؤون خليجية” انه حصل على قصة الخطة التي دبرت في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، للإطاحة بولي عهده في ذلك الوقت الملك سلمان بن عبد العزيز، التي دبرها متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، والدكتور خالد التويجري رئيس الديوان الملكي، بمشاركة وزير العدل السعودي السابق ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي كان همزة الوصل لصياغة خطاب عزل “سلمان” ومضامينه النظامية، وكيف تم اكتشاف الخطة من قبل الأجهزة الأمنية السعودية بإشراف وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وكيف تم تتبع الإيميلات المتبادلة.
القصة بدأت حسب الموقع عندما سافر ولي العهد السعودي في ذلك الوقت الملك سلمان بن عبد العزيز، للعلاج في إحدى المستشفيات الأمريكية، وبدأ فريق “متعب – التويجري – العيسى”، في تتبع أخبار العلاج والتقارير الخاصة بالعلاج، والملف الطبي للملك سلمان في المستشفى الأمريكي، وخصوصًا التقرير الطبي الذي يثبت إصابة الملك سلمان بأعراض مرض الزهايمر، وكيفية استغلال هذا التقرير في اثبات عدم صلاحية الملك سلمان للحكم وعزله، واستصدار قرار من هيئة البيعة التي لم تكن تجروء على معارضة الملك عبد الله في شيء، وصدور فتوى من كبار العلماء، بعدم أهلية الملك سلمان للحكم.
وبدأت الاتصالات بين فريق “متعب – التويجري – العيسى” مع المستشفى الأمريكي، والحصول على التقرير الطبي عن إصابة الملك سلمان بأعراض مرض الزهايمر، وقدمت رشوة 12 مليون دولار نظير التقرير، وكانت زيارات وزير العدل السابق محمد العيسى المتكررة إلى واشنطن، تحت ستار الالتقاء مع المحامين الأمريكيين ودعوتهم إلى الرياض، لإكمال الخطة ومتابعة الحصول على التقرير، الذي تورط في الحصول عليه شخصيات أمريكية نافذة أغريت بالأموال، كذلك الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله لواشنطن التي استمرت أسبوعًا، واستقباله في البيت الأبيض ولقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوبانا، وتلميعه بأنه ملك السعودية القادم، كان من بين أهدافها السرية الحصول على التقرير الطبي للملك سلمان.
وكان فريق “متعب – التويجري – العيسى” مهد لأمر إقصاء الملك سلمان بتسريب معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مرض الملك سلمان بالزهايمر، وأنه لا يستطيع التركيز، ووصل الأمر الى مرحلة متقدمة، وقد سربت المعلومات إلى شخصيات سعودية معارضة في الخارج، ومعرفات مجهولة على “فيسبوك” و”تويتر”، وتم تسويق هذه المعلومات على أوسع نطاق على شبكات التواصل الاجتماعي، لتهيئة الرأي العام السعودي لقبول قرار تنحية الملك سلمان وعدم صلاحيته للحكم.
ونجح فريق “متعب – التويجري – العيسى” في إكمال الملف الخاص بعدم صلاحية الملك سلمان للحكم، وقام وزير العدل السابق الشيخ محمد العيسى بإعداد الأمر الملكي بتنحية “سلمان” وضبط مفرداته القانونية “النظامية” استنادًا إلى النظام الأساسي للحكم في حالة عدم صلاحية الملك أو ولي العهد للحكم، بخصوص عدم الأهلية، وقدم الأمير متعب بن عبدالله وخالد التويجري القرار الى الملك عبدالله، الذي كان يستجم في ذلك الوقت في استراحته في “روضة خريم”، وهي منطقة ذات طبيعة خضراء تبعد عن مدينة الرياض نحو 100 كلم شمال شرق مدينة الرياض، على مقربة من مركز غيلانة في الطرف الجنوبي الغربي من الدهناء، و تتبع إداريًا لمحافظة رماح، وتتميز روضة خريم بمساحاتها الخضراء الممتدة على مسافات كبيرة، ويوجد بها ممرات مائية وتصب بها عدة سيول أهمها شعيب الطوقي، وتمر عبرها مياه اودية عديدة مثل خويش، وثيلان، والثمامة، كما تضم أحواضًا كبيرة لتخزين مياه الأمطار، وكانت المكان المفضل للعاهل السعودي الراحل للاستجمام والراحة.
ولكن الملك عبد الله أرجأ التوقيع على أمر تنحية الملك سلمان بن عبد العزيز، لحين عودته إلى الرياض، وتهيئة الأمر في هيئة البيعة وهيئة كبار العلماء لإعلانه، ولكن العاهل السعودي أصيب بانتكاسة صحية كبيرة، استوجبت نقله بسرعة إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، وفرضت حالة من السرية القصوى عليه من قبل ابنه متعب بن عبد الله، ومنع من الدخول عليه كبار الأمراء، منهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، بل وولي عهده الملك سلمان، وكلما ازدادت حالة الملك عبد الله سوءًا كلما زاد قلق متعب بن عبد الله وخالد التويجري، لأن وفاته تعني فشل مخطط الإطاحة بالملك سلمان.
وقالت المصادر: إن الأجهزة الأمنية السعودية رصدت الخطة، وبدأت في تتبع خيوطها، وتتبعت الإيميلات والمخاطبات مع المستشفى الأمريكي، والحصول على التقرير الطبي لحالة الملك سلمان، وأن المعلومات التي تجمعت لدى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، تم إطلاع الملك سلمان على كافة تفاصيلها، الذي تحرك بسرعة لاتخاذ الإجراءات العاجلة بمجرد إعلان وفاة الملك عبد الله.
وأشارت المصادر إلى أنه بمجرد وفاة الملك عبدالله وتأكد خبر الوفاة، لم ينتظر الملك سلمان دفن الجثمان، وكان القرار العاجل بإقالة رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، والتحفظ على كافة الملفات، ومنع متعب بن عبد الله من الوصول للديوان، ومكافأة محمد بن نايف الذي كشف الخطة بتصعيده للرجل الثالث، وإعلان مبايعته “ولي ولي العهد” مع بيعة الملك وولي العهد مساء نفس يوم وفاة الملك عبد الله ودفن الجثمان “يوم الجمعة”، وبعد أيام قليلة يصدر الملك السعودي أكبر حركة تغييرات في الدولة، فقد أطاح برئيس جهاز الاستخبارات الأمير خالد بن بندر، وبأمين لجنة الأمن القومي الأمير بند بن سلطان، وعين نجله محمد بن سلمان رئيسًا للديوان ووزيرًا للدفاع، وأقال وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ محمد العيسى من منصبه، وكذلك أقاله من هيئة كبار العلماء، وأبعد جميع الوزراء المحسوبين على التويجري، وحل العديد من الهيئات، وأنشأ لجنتين للشؤون السياسية والأمنية والشؤون الاقتصادية.
وتؤكد المصادر للموقع، أن وزير العدل السابق محمد العيسى، يخضع حاليًا للتحقيق في سرية تامة، حول دوره في خطة عزل الملك سلمان، أما خالد التويجري “كنز الأسرار” فهو حتى الآن لم يحقق معه، ولكن خففت الحراسة عنه، وأن تغييرات كبيرة قادمة في الطريق قد تشمل ضم الحرس الوطني إلى وزارة الدفاع وحرس الحدود، وإبعاد متعب بن عبدالله عن المشهد تمامًا.