أعطى المغني اللبناني فضل شاكر الجهاديين زخما كبيرا، عندما وقف في صفوفهم في سوريا ولبنان عام 2012، وفي المقابل فإن تخليه عن التيار الجهادي ترك أثرا معاكسا عليهم.
وترى صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، في تقرير أعده تيلور لاك، أن شاكر هو واحد من مئات المقاتلين الجهاديين والداعمين للخط الجهادي في سوريا ممن انشقوا عنه. فقد شعر شاكر وغيره بالإحباط بعد ثلاثة أعوام من حرب السنوات الماضية، التي لم تحسن وضع أهل السنة، أو تقيم حكم الشريعة.
ويشير التقرير إلى أن شاكر قد صعق عالم صناعة الموسيقى في العالم العربي عندما اعتزل الفن، وترك مسيرة مربحة بالملايين من الدولارات، وانضم للإسلاميين المتشددين، ودعم حركة الشيخ اللبناني أحمد الأسير، الذي يقال إن لديه علاقات قوية مع جبهة النصرة لأهل الشام، الموالية لتنظيم القاعدة.
وتبين الصحيفة أن شاكر تخلى عن أغانيه التي جعلته اسما معروفا في العالم العربي، مثل “يا غايب” و”نسيت أنساك” و”افترقنا”، وأخذ يقدم الدعم المالي للمتمردين السوريين.
ويفيد التقرير بأن شاكر قد أعلن في نيسان/ إبريل 2013، عن تشكيل مجموعة جهادية اسمها “كتيبة المقاومة الحرة”، للمشاركة في قتال الحكومة السورية وحزب الله اللبناني.
وتذكر الصحيفة أن شاكر تحول إلى رمز للمقاتلين في سوريا، حيث ناشد الشبان المحرومين “للوقوف والدفاع عن الأرض الإسلامية”، وغنى داعيا للجهاد، وقال إن الله منحه موهبة الغناء، ودعاه للجهاد، وأصبحت غايته الشهادة.
ويورد التقرير أن شاكر قد نفى عبر محاميه مشاركته في الحرب السورية، لكنه أعلن عن مشاركته مع أحمد الأسير في هجمات ضد الجيش اللبناني في صيدا عام 2013. وظهرت أفلام فيديو قال فيها إنه قتل جنديين.
وتستدرك “ساينس مونيتور” بأن شاكر قال في أول لقاء تلفزيوني بث في الثامن من شهر آذار/ مارس الحالي، على شبكة “إل بي سي” اللبنانية، وقد ظهر حليق اللحية، إنه قد قطع علاقاته مع الشيخ الأسير، وأعلن عودته إلى “حياته العادية”.
ويوضح التقرير أن شاكر لم يقدم أي أسباب حول تحوله المفاجئ، وقال عبر محاميه إنه “تخلى عن الخط الديني المتشدد”.
ويقول الكاتب: “إن انشقاق شاكر قد فاجأ المجتمع الجهادي، ما دعا زعيم النصرة عبدالله المحيسني إلى استخدام تويتر، لدعوته إلى تغيير رأيه، وقال له: (لقد فوجئت بتركك الطريق.. ربما كان طريق الجهاد محفوفا بالمصاعب، لكنك لم تذق حلاوته)”.
ويضيف لاك أن شاكر هو واحد من بين الكثيرين ممن تركوا الخط الجهادي؛ ففي الأردن انشق مئة من المقاتلين عن الجهاديين، مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة، بالإضافة إلى عشرات السعوديين ومئات من المقاتلين الأوروبيين، الذين حاولوا الانشقاق والعودة إلى بلدانهم.
ويذهب الكاتب إلى أن هناك “الكثير مثل شاكر، الذين يشعرون بأن الشيوخ الجهاديين قد ضللوهم ووعدوهم بالجهاد والنصر، وقد أصيبوا بالملل والإحباط من الحرب المندلعة بين الجماعات المتشددة، التي تحرف النظر عن القتال ضد نظام الأسد، والآن يريدون العودة إلى بلادهم”.
وتختم “ساينس مونيتور” تقريرها بالإشارة إلى أن شاكر والمنشقين الآخرين يواجهون إمكانية المحاكمة في بلدانهم. فقد حكمت محكمة لبنانية غيابيا على شاكر بالإعدام؛ لدوره في الهجوم على الجيش اللبناني، وهو حكم يأمل فريق الدفاع عنه بإلغائه، فيما أصدرت محاكم في الأردن على 600 ناشط أحكام سجن تتراوح ما بين 3 و5 سنوات.