قال المحلل “الإسرائيلي” تسفي برئيل: إن إيران حظيت بـ”تحلاية” إضافية من جانب الولايات المتحدة. ففي مقابلة مع شبكة (CBS) تم بثها الأحد، قال وزير الخارجية جون كيري: إنه في نهاية المطاف سوف تكون هناك حاجة للتفاوض مع الرئيس السوري، بشار الأسد، حول الحل السياسي في بلده.
وأضاف برئيل في مقاله لصحيفة “هاآرتس”، الأحد بعنوان “اعطونا النووي وخذوا الأسد”: إنه لولا الانتخابات، وتحديدًا نتائجها، لكانت الأنباء عن شطب الولايات المتحدة لـ”حزب الله” من قوائم الإرهاب قد أثارت بالتأكيد عاصفة شديدة. لا يكفي تسرع الولايات المتحدة من أجل الالتزام بتاريخ توقيع اتفاق المبادئ حول النووي، والآن هي تمنح إيران و”حزب الله” شهادة تأهيل في تقرير المخابرات القومية السنوي (NIA) والذي وقع عليه مديرها، جيمس كلافر.
وتابع بالقول: إن ذلك يتم على الرغم من أنها ليست تقديرات المخابرات وحدها، بل إن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغرون” أظهر كلًّا من إيران و”حزب الله” كتحديات، منوهًا إلى أنه من غير الممكن أن لا يتم الأخذ بالاعتبار حقيقة تقديرات الـ(NIA) بشكل خاص، في أعقاب تصريحات كلافر العلنية عن قدرة إيران على تطوير قنبلة نووية.
وأشار برئيل إلى أن التفسير لهذا التغيير يكمن في التقرير نفسه، الذي يمتدح إيران على مشاركتها في الحرب ضد منظمات الإرهاب السنية، أي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومساعدتها للدول التي تحارب من أجل وقف انتشار التنظيم، مثل العراق. وفيما يتعلق بإيران، فإن الرؤية الأمريكية تفرق بين الحرب على الإرهاب وبين المسألة النووية، وبذلك فهي تلغي إحدى الركائز التي تعلق عليها “إسرائيل” مسعى إقناعها ضد طهران. كما أنه لا يعني الولايات المتحدة كثيرًا ما إذا كانت إيران تزود العراق بصواريخ متطورة من طرازي “فجر 5” و”فاتح 110″، من أجل المساعدة في معركة احتلال مدينة تكريت. وكانت قد ردت الخارجية الأمريكية في واشنطن على ذلك بالقول: “إننا نتابع عملية تزويد إيران للعراق بالأسلحة”.
وشدد برئيل على أنه من الواجب على الولايات المتحدة في التركيبة السياسية المعقدة، أن توازن بين مواقف العربية السعودية وبين مواقف إيران، بين إعطاء الأولوية للحرب ضد داعش مع تنازلات لسوريا (وكذلك لإيران) وبين التوجه لتسوية شاملة حول النووي الإيراني، واستبعاد موقف “إسرائيل”.
ونوه إلى أنّ نتائج الانتخابات “الإسرائيلية” ترسي مرساة المواجهة بينها وبين الإدارة الأمريكية. التوضيح الأمريكي الذي جاء فيه أن أوباما لن يكون مساهمًا أكثر في العملية السلمية إلا إذا كانت هناك حاجة لذلك، يدلل ليس فقط على الإحباط وغياب الأمل من وقوع المعجزة في الساحة “الإسرائيلية” – الفلسطينية، بل إنه يعبر عن إمكانية الابتعاد أيضًا في الموضوع الإيراني. ويبدو أن الولايات المتحدة تنازلت ليس فقط عن التنسيق الوثيق مع “إسرائيل” حول النووي، كما فعلت مؤخرًا، بل أيضا تجاهلت التفاهمات التي تمت صياغتها بشكل غير رسمي حول الخطوط الحمراء استعدادًا للاتفاق النووي.
وختم بالقول: إن الشرخ بين القدس وواشنطن يعزز رؤية إيران، أن الخيار العسكري ضدها لم يعد مطروحًا على المائدة، على افتراض أن إسرائيل لن تعمل وحدها. حجارة المنجنيق التي ألقاها نتنياهو على الاتصالات مع إيران من شأنها الآن أن تنزلق على جدران مغلقة في واشنطن، وأن تثير ابتسامة في إيران، على حد تعبير الكاتب.