قال تقرير نشرته وكالة “رويترز”، إن مشروع العاصمة الجديدة المستهدف بناؤها خلال سبع سنوات لم يلق ترحيبا مطلقا إذ أبدى بعض سكان القاهرة شكوكا في ضرورة نقل العاصمة التي يزيد عمرها على ألف عام لتحل محلها مدينة جديدة براقة تعتمد اعتمادا كبيرا في تمويلها على دول عربية خليجية.
ونقل التقرير عن عمرو كريم، الذي يعمل بوابا بإحدى عمارات حي العجوزة في القاهرة “إذا كنا نحتاج نقل بعض المباني وبعض الموظفين الحكوميين فلا بأس. لكن المباني لا تصنع عاصمة. التاريخ هو الذي يصنع عاصمة”.
وأشار التقرير إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ نحو 300 مليار دولار. وللمقارنة يقول دليل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن إجمالي الناتج المحلي المصري بلغ 262 مليار دولار في عام 2013.
ولفتت “رويترز” إلى أن الفكرة ليست جديدة كما أن السوابق تثير القلق. فقد سبق أن أقيمت “مدن جديدة” على مشارف القاهرة وانتهى الحال بكثير من أحيائها خالية أو أنها أصبحت مساكن للطبقة الثرية وظل نقص البنية التحتية وغياب وسائل النقل من العوامل التي عرقلت انتقال المواطنين العاديين للإقامة في المدن الجديدة.
ونقلت عن محمد حسن (27 عاما) ويعمل كهربائيا وهو يجلس في مقهى بأحد الأحياء القديمة في القاهرة إن العاصمة الجديدة “ستكون للأغنياء فقط”.
وأضاف “أما نحن فسنواصل أكل ساندوتشات الفول والطعمية”، مشيرا إلى أهم الأكلات الشعبية عند أغلبية المصريين.
ونقل التقرير عن بعض سكان القاهرة، إنه من الأفضل إنفاق الأموال التي ستنفق على إقامة العاصمة الجديدة على تحسين الخدمات الأساسية في بلد يعيش أكثر من ربع سكانه تحت خط الفقر أو بالقرب منه وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وقال مصعب منصور وهو طالب أثناء أداء التمرينات في صالة رياضية بأحد الأحياء الراقية في القاهرة “لم أسمع بالعاصمة الجديدة. كيف يمكننا أن نتحمل تكلفة عاصمة جديدة ونحن لا نستطيع بناء طرق جديدة ومدارس؟ “من سيدفع تكلفتها؟ الخليج؟ إذا دفعوا التكلفة فستصبح عاصمتهم.ولن نكون سوى مستأجرين”.
ويقول خبراء في التخطيط العمراني، إن المشروع لم يوضح حتى الآن ما البنية التحتية التي ستربط العاصمة الجديدة بالقاهرة وهو خطأ رئيسي كان سببا في عدم نجاح “مدن جديدة” أخرى كما يتشككون في عدد المصريين الذين سيبدون استعدادا للانتقال إليها فعليا.
وقال يحيى شوكت الباحث في السياسات الحضرية في مركز أبحاث مستقل، إن مصر أنفقت بالفعل ثمانية مليارات دولار على 21 مدينة جديدة في السنوات الثلاثين الماضية وجاءت النتائج متباينة.
وأضاف متحدثا عن المدن الجديدة “لم يحدث انتقال ملموس للسكان، كما أن معدل الإشغال يبلغ نحو 20 في المئة في المتوسط”.