القاهرة- الأناضول – وطن – : جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوته لتصحيح “المفاهيم المغلوطة للدين”، وذلك في حوار سيتم بثه لاحقا على إذاعة القرآن الكريم، ذائعة الصيت في مصر والشرق الأوسط.
ويعد السيسي أول رئيس مصري يدلي بحوار إذاعي مع الإذاعة الدينية الأولى في الشرق الأوسط، بحسب عبدالله الخولي نائب رئيس إذاعة القرآن الكريم.
ويتهم السيسي بارتكابه مجازر في رابعة والنهضة اثناء فض المعتصمين المناصرين للرئيس الشرعي محمد مرسي كما أن حالة القمع التي تشهدها مصر تجاوزت ما كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال وليد الحسيني مقدم البرامج بإذاعة القرآن الكريم، والذي أجرى حوارا مع السيسي، إن الرئيس المصري جدد خلال حوار مع الإذاعة على أهمية تصحيح المفاهيم المغلوطة للدين، ودعاهم (يقصد الإذاعة) القيام بدور هام في هذا التصحيح.
وفي مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، دعا السيسي، إلى تصحيح المفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، من خلال “ثورة دينية”، موضحا أن هناك بعض الأفكار تم تقديسها لمئات السنين وأصبح الخروج عليها صعبا للغاية.
وفي تصريح خاصة لوكالة الأناضول، قال الحسيني، إنه “أجرى الحوار مع السيسي صباح اليوم، في قصر الاتحادية الرئاسي (شمال شرقي القاهرة)، وأنه من المقرر أن يقوم بعمل مونتاج للحلقة التي سيتم إذاعتها الأربعاء المقبل، وستكون مدتها 15 دقيقة”.
وأوضح أن السيسي أجرى الحوار، بمناسبة عيد ميلاد الإذاعة الحادي والخمسين.
وتعد إذاعة القرآن الكريم، أول إذاعة مختصة بتقديم تلاوات مختلفة من القرآن الكريم ودراسة علومه في العالم، بدأ إرسالها في 25 مارس/ آذار 1964، وتعد أحد أبرز الإذاعات في مصر والشرق الأوسط.
وأشار الحسيني إلى أن “الحوار بدأ بتهنئة الرئيس للإذاعة والقائمين عليها بمناسبة عيد ميلادها، ثم تطرق للحديث عن الدور الوسطي التعليمي الذي يجب أن تلعبه إذاعة القرآن الكريم لنشر قيم الإسلام الصحيحة بعدما شوّهها المتطرفون بما يرتكبونه من أعمال قتل وعنف في شتى بقاع العالم”.
ووفقا للحسيني، قال السيسي إن “تاريخ النبي الكريم محمد بعث بالرحمة للعالمين، ولم يبعث لإزهاق الأرواح، وسفك الدماء كما يفعل من يدّعون اعتناق عقيدته اليوم”.
ومن جانبها، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا حول اللقاء، اليوم. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية في البيان الذي تلقى مراسل الأناضول نسخة منه، أن الرئيس شدد على أهمية التصدي لدعوات الغلو والتطرف وكافة الدعاوى المغلوطة والأفكار الهدامة التي يحاول الارهابيون والمتطرفون فكرياً إلصاقها بالدين الإسلامي خلافاً لكافة مبادئ الدين الإسلامي.
وأوضح يوسف أن الرئيس دعى خلال الحوار إلى “وقفة مع النفس وثورة من أجل الدين وليس على الدين لتصحيح المفاهيم المغلوطة وإظهار وتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الحنيف”.
وذكر يوسف أن الرئيس دعا إذاعة القرآن الكريم إلى إعادة بث ما تزخر به مكتبتها من كنوز إذاعية تراثية، والاستعانة ببرامجها المتخصصة لصالح نشر قيم الإسلام السمحة والتعريف بصحيح الدين، بما يساهم في إيضاح وتصويب المفاهيم.
من جانبه، قال عبدالله الخولي نائب رئيس الإذاعة، إن “السيسي رئيسا لكل المصريين، وإذاعة القرآن الكريم هي الأولى في كل بيت مصري، فمن الطبيعي أن يهتم الرئيس بعيد ميلادها، ويخاطب شعبه من خلالها بهذه المناسبة”.
وأوضح في تصريح لوكالة الأناضول عبر الهاتف، أن “السيسي هو أول رئيس مصري يوجه كلمة لشعبه عبر إذاعة القرآن الكريم”، رافضا “اعتبار إجراء الإذاعة حوار مع السيسي بأنه تحيزا من القائمين على الإذاعة للنظام الحاكم، أو خلط الدين بالسياسة”.
وأضاف الخولي: منذ عام 1964، والمنهج الأساسي للإذاعة هو خدمة القرآن والسنة النبوية، ولم نحد عن هذا المنهج إطلاقا، وليس لنا ميول سياسية نقحمها في عملنا”.
وتابع: “قرار السيسي بتوجيه كلمة عبر الإذاعة أمر لا يحمل في طيّاته دلالات سوى بأنه معني بتصحيح الخطاب الديني الذي يوجه للشعب، ومعني كذلك بإبراز وسطية ديننا الحنيف”.
إلا أن محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، دعا السيسي لـ”الابتعاد عن الوقوع في فخ، خلط السياسة بالدين، واللعب على مشاعر الشعب الدينية”.
وقال في تصريح لوكالة الأناضول، عبر الهاتف: “ذات الإذاعة استضافت إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وزير التموين الأسبق باسم عودة، ما تسبب في موجة انتقادات عارمة لنظام مرسي بأنه يستغل الإذاعة الدينية الأشهر في المنطقة لتمرير رسائل سياسية معينة”.
وأضاف خليل: ” فإصلاح الخطاب الديني في مصر رغم أنه بات ضرورة لا يمكن تحقيقه بقرار جمهوري لأنه ليس مشروعا قوميا وإنما مشروعا ثقافيا تنويريا، علينا أن نتركه بيد المؤسسات التي تتولى إنتاج وتقديم الخطاب الديني لجماهير الشعب المصري”.