تجاهلت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام في الإمارات، والتي اختيرت للقب “أم العرب” بشكل لافت للانتباه قضية الشقيقات الثلاث المعتقلات في السجون الإماراتية، وذلك في تصريح لها حول “عيد الأم”.
الشيخة فاطمة، وهي الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، لم تتطرق بالمطلق إلى المواطنات الثلاث (أسماء، مريم واليازية) خليفة السويدي، أخوات المعتقل عيسى خليفة السويدي، اللاتي يحملن شهادات عليا، والمختطفات منذ نحو شهر، خصوصاً وأن هذا التجاهل جاء في الوقت الذي بدأت فيه القضية تتفاعل في المؤسسات الحقوقية الدولية وبعض البرلمانات الأوروبية.
“أم العرب” كما تلقب حالياً لدى وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية، قالت في تصريح بمناسبة عيد الأم: إن “المرأة الإماراتية تبوأت أعلى المناصب وتشارك إلى جانب الرجل في كافة مراحل الانتاج والعمل وتسهم في صياغة مستقبل الإمارات الزاهر”، متجاهلة النساء المعتقلات في السجون الإماراتية ولو بتلميح غير مباشر.
ولدى تعبيرها عن شعورها بشأن المرأة الإماراتية قالت “إن احترام دولة الإمارات للمرأة وتقدمها على دول كثيرة في العالم هو حصاد وثمار رؤية وحكمة وجهود قيادتنا الرشيدة في دعمها المتواصل مسيرة تقدم المرأة وتمكينها من أجل أن تتبوأ أعلى المراتب”، الأمر الذي يتبادر إلى الذهن ما وصلت إليه الشقيقات المعتقلات منمراتب علمية مرتفعة، وبعد ذلك زج بهن في السجون.
ويقول مراقبون إن التصريحات المتصاعدة من قبل المسؤولين في الإمارات، لا سميا السيدات، هو تعبير واضح عن الأزمة التي تمر بها الإمارات بسبب قضيةالشقيقات المعتقلات على وجه الخصوص، لا سيما وأنها تتفاعل بشكل كبير في المؤسساتالحقوقية الدولية.
وأشاروا إلى أن هذه المواقف تأتي في إطار إستراتيجية واضحة للحد من حجم الانتقادات الحقوقية والدولية، وخصوصاً الداخلية، بعد أن شكل اعتقال الشقيقات في الدولة حالة صدمة للمجتمع الإماراتي، ومثلت نقطة تحول مفصلية في الحياة الحقوقية في المجتمع الإماراتي، وهذا عكس العادات والتقاليد الخليجية عموماً.