علق ديفيد سيمز، وهو خبير تخطيط مدن مقره القاهرة، على خطط الحكومة المصرية لبناء عاصمة جديدة للبلاد بكلفة 30 مليار دولار أمريكي، قائلا إن هذه المدينة قد تنتهي خالية من السكان، مثل مدينة السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة، اللتين أنشاهما الرئيس السابق أنور السادات.
ويقول سيمز: “لقد ثبتت صعوبة نقل مواطن مصري عادي إلى هاتين المدينتين”، مضيفا أن “هناك ما بين مليون إلى مليوني موظف حكومي، فكيف سيكون بالإمكان نقلهم دون تقديم المساعدة الكبيرة لهم؟”.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية، التي تشير إلى أن مشروع استبدال العاصمة المصرية الحالية، التي يزيد عمرها على ألف عام، هو آخر المشاريع التي يخطط لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في محاولة لتحفيز الاقتصاد المصري الذي يترنح.
وتقول الصحيفة إن مشروع المدينة، التي ستمتد من شرق القاهرة إلى قناة السويس، هو جهد مشترك بين الحكومة المصرية ومحمد العبار، وهو رجل الأعمال الإماراتي المسؤول عن مشروع برج خليفة في دبي، الذي يعد أعلى بناية في العالم.
ويبين التقرير أنه طلب من شركة التصميمات المعمارية “سيكمور أوينغز & ميرل” (أسو أو إم)، ومقرها مدينة شيكاغو الأمريكية، تقديم تصميم معماري وخطة عمل تبدأ خلال خمسين يوما. وستمتد المدينة على مسافة 700 كيلومتر مربع، وتعادل مساحتها مساحة جزيرة سنغافورة، وستستوعب خمسة ملايين نسمة، وستكون أكبر مشروع لمدينة تقام لغرض الإسكان في التاريخ.
وتذكر الصحيفة أن تصميما عرض في قمة شرم الشيخ الاقتصادية أظهر ناطحات سحاب لامعة، ومطارا أكبر من مطار هيثرو في لندن، ومزارع تعمل على الطاقة الشمسية ومتنزهات، وفي قلبها مسلة للمراقبة. ووصفها الدليل بأنها مدينة صالحة للمشاة، وأفضل من مدينة القاهرة المتداعية بفوضاها العارمة، التي تعد واحدة من أكثر المدن ازدحاما وتلوثا في العالم.
ويلفت التقرير إلى أنه يعيش في القاهرة حاليا عشرة ملايين نسمة، يتوزعون على مساحة 200 كليومتر مربع. ويتوقع زيادة عدد سكان مصر 26 مليون نسمة بحلول عام 2025. وتخطط الحكومة لبناء قصر جمهوري، ونقل البرلمان ووزارات الدولة والسفارات في غضون خمسة أعوام. وسيؤدي نقل العاصمة إلى تحويل العاصمة التاريخية إلى مدينة سياحية هادئة.
وتستدرك “التايمز” بأنه في الوقت الذي مدح فيه الإعلام المصري وطبل للمشروع، إلا أن هناك الكثير من الأسئلة المطروحة في الخارج حول ضخامة المشروع وكيفية إنجازه في هذا الوقت القصير.
ويوضح التقرير أن هناك أسئلة طرحت حول تمويل المشروع، فشركة العبار “كابيتال سيتي وشركاه”، ستقوم بتنفيذ المشروع، وتساعد على توفير المال له، إلا أن هناك مشاريع مشابهة أعلن عنها في مصر، مثل مشروع الـ “مليون بيت”، الذي تنفذه شركة أبو ظبي “أرابتيك”، لم تبدأ بعد.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى تعليق دان رينغستين من الشركة المعمارية المصممة للمشروع بأن المدينة ستكون شاملة، “وكل قرار سيتخذ سيكون من أجل توفير النقل والحوافز والمبادرات”، ووعد بتوفير خطوط للحافلات وسكة حديد خفيفة، وأكد أنهم لا يريدون تكرار الأخطاء الماضية، واصفا إياها بأنها “مدينة نشطة وشاملة”.