علق القيادي في دعوة الإصلاح رئيس المعهد العالمي للدراسات والتطوير أحمد الشيبة على دعوة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بعودة ناشطين إماراتيين متواجدين في الخارج وغالبيتهم من دعوة الإصلاح- علق بالقول ” ننظر لهذه الدعوة بجدية كونها صادرة عن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للاتحاد”، لذلك هي دعوة جادة كون الشيخ القاسمي صاحب سلطة ويمثل أعلى سلطة في الدولة.
وردا على إمكانية تقديم دعوة الإصلاح اعتذارا، قال الشيبة الذي كان يتحدث لقناة “الحوار” بلندن في برنامج “أضواء على الأحداث”، ” موضوع أن يكون هناك اعتذار أو لا يكون، هو أمر متروك للحوار ونتائجه”، كون الحوار الجاد و استخلاصاته والمكاشفة والصراحة والشفافية والوضوح المفترضة في الحوارات الوطنية هي التي ستحدد إن كانت أخطأت دعوة الإصلاح أم أن غيرها هو الذي أخطأ”، وكأنه يلمح إلى الخطايا الوطنية التي يرتكبها جهاز الأمن. مشددا على أن “دعوة الإصلاح كان لها دور كبير في بناء الدولة ونهضتها”.
ومن حيث المبدأ، رحب القيادي الإصلاحي وأحد المعنيين بدعوة حاكم الشارقة بالعودة والحوار، معتبرا أن “الدعوة للحوار هي دعوة حضارية ونحن ندعو لذلك لأن الحوار هو سمة المجتمعات وسبيل الحريصين على البلد”.
وحول تصوره لإطلاق الحوار قال الشيبة، لابد من “إطلاق سراح المعتقلين في السجون الإماراتية وإجراء الحوار معهم فهم قادة هذه الدعوة”، مشددا على رغبة الإصلاحيين بالحوار أيضا.
وفي رسالة وجهها الشيبة لحاكم الشارقة بشأن تلقي الإصلاحيين دعوته ومطالبه لهم بالعودة إلى الدولة، قال رئيس المعهد العالمي للدراسات والتطوير، “نحن موجودن وأماكننا معروفة والمعتقلون بين يدي الدولة وتستطيع الوصول إليهم لإقامة هذا الحوار”. ولم يخل رد الشيبة من الإشارات الإيجابية للدفع بإقامة هذا الحوار، إذ قال، “إذا قال حكام الإمارات نحن آباؤكم نقول نحن أبناؤكم وإن قالوا نحن قادتكم نقول نحن سندكم”.
وحول دلالة دعوة حاكم الشارقة بعودة الإماراتيين بالخارج إلى الشارقة وليس إلا الدولة، لم يبد الشيبة أي تحفظ أو ملاحظة على هذه الدعوة أو أنها تعبر عن سياسة خاصة للشيخ سلطان، معتبرا أن مطالبته بالعودة للشارقة لا تعني أن الحوار فقط يقتصر على حاكم الشارقة.
وأشاد القيادي الشيبة، بنفي حاكم الشارقة من تلقي دعوة الإصلاح أي دعم مالي خارجي، قائلا، هناك مزيد من الوعي بين عموم الإماراتيين بعدم صحة وموضوعية الأدلة التي تم إلصاقها بالمعتقلين”.
كما نفى الشيبة أن يكون دافع دعوة حاكم الشارقة بعودة الإصلاحيين والحوار معهم نتيجة تأثره بالتغيير في السعودية أو تأثره بأي دولة أخرى، معتبرا أن الوضع الطبيعي طوال نشوء الدولة ومنذ عهد الآباء المؤسسين كان المنهج السائد هو الحوار. وأكد الشيبة، أن غياب الحوار هو الأمر الطارئ على العلاقات الوطنية والسياسية في الدولة، محملا جهاز أمن الدولة مسؤولية تغييب هذا الحوار، قائلا، “جهاز الأمن فيه “فئة فاسدة” هي المسؤولة عن غياب الحوار”، معتبرا أن “الدعوة إلى الحوار هي روح الإمارات الحقيقية”.
وتطرق الشيبة، إلى اختطاف الشقيقات الثلاث، مطالبا المجلس الأعلى للاتحاد القيام بمسؤولياته في الإفراج عنهن. ويرى مراقبون، أن إشارة الشيبة “للشقيقات الثلاث” تحمل اختبارا لجدية دعوات الحوار، كون البدء بحل هذه القضية يعبر عن إثبات حسن نية.
وندد القيادي الإصلاحي باختطاف الشقيقات ودخول اختطافهن الشهر الثاني، قائلا، ” جهاز الأمن يضرب قيم الإمارات وعاداته وأعرافه باعتقال الشقيقات الثلاث” محذرا من أن هذا السلوك قد يؤدي إلى هدم نسيج اجتماعي في الإمارات، لذلك “ندعو المعنيين للتنبه لتصرفات الفئة الفاسدة في جهاز الأمن”، على حد وصفه.
وحول الإعلانات المتكررة عن إنشاء مبادرات حول المرأة الإماراتية، علق الشيبة قائلا، “الأولى هو إصلاح المشكلة التي تمارسه فئة من جهاز الأمن قبل أية مبادارت وجمعيات” في إشارة إلى مشكلة اخطتاف الشقيقات الثلاث.
واعتبر الشيبة، أن “المرأة الإماراتية اليوم قلقة على نفسها وعلى مستقبلها”، فجهاز الأمن لا رادع له في اعتقال أي مواطنة إماراتية والتنكيل بها”.
ويرى مراقبون أن تصريحات الشيبة، وإن لم تمثل ردا رسميا من جانب دعوة الإصلاح إلا إنها تعبر عن القطاع الأوسع فيها.
وكان قد فاجأ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال مداخلة له مع برنامج «الخط المباشر»، الذي يذاع على «راديو وتلفزيون الشارقة»، المشاهدين بحديثه عن إصلاح الناس الذي يبدأ بالطفل فالأسرة والمجتمع. ودعا القاسمي الى عودة المعارضين الإماراتيين في الخارج، وكشف عن وجود إصلاحات داخلية، الأمر الذي لفت النظر إلى تباين في الآراء بين المسؤولين في الدولة.
وتحدث حاكم الشارقة عن تشويه البعض للإسلام والعادات والدين، وقال إن بعض الشباب مغرر بهم، ودعاهم للعودة الى الصدور الدافئة، فهم لن يقابلوا بنار حامية وهذه ليست من عادات هذا البلد.
واستهجن ما يتردد عن أن «هذا تابع لتنظيم وهذا جاي من وين.. وهذا ممول بفلوس..» وقال: هل نترك نحن أحدا محتاجا.. يمكن الغفلة فنحن بشر.. وأضاف هناك أساليب طيبة كثيرة دون التفجيرات والمظاهرات والسب.. نحن لسنا سالمين مما يقال في «التويتر».. وقال: إن من أخطأ أخذ عقابه، لكن يجب أن لا نورث هذه المشاكل لأبنائنا؟ وتحدث عن الإصلاح الأوسع المتمثل بعودة الإماراتيين المواطنين الموجودين في الخارج، وعليهم إشكالات ناتجة عن رأيهم.
وقال: «شو ينقص إذا نزلوا بالطائرة تعالوا وانزلوا بالشارقة تعالوا عند سلطان محمد. وتساءل: إذا قالوا نحن أخطأنا وسامحونا عفالله عنكم.. شو نضربهم؟ واعتبر بعض المراقبين إن تصريحات الشيخ القاسمي التي تتماشى مع ما يدعو إليه معتقلو الرأي في الإمارات، الذين يطالبون بإصلاحات اجتماعية وسياسية، مؤشرا ايجابيا لإمكانية تدخل حاكم الشارقة لدى حاكم أبوظبي من أجل إنهاء أزمتهم.
وكانت الإمارات اعتقلت 94 شخصية إماراتية وقعت في 3 آذار/ مارس 2011 على عريضة تطالب بالإصلاحات السياسية. وكان أحدث فصول تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الدولة، اختطاف جهاز أمن الدولة لشقيقات معتقل الرأي عيس السويدي الثلاث منذ أكثر من شهر في مكان مجهول ولأسباب مجهولة.
الإمارات 71