كشف الكاتب “بروس ريدل”، مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز، في تقرير نشره موقع “المونيتور”، أن الحملة السعودية لبناء تحالف واسع من السنة لاحتواء إيران، تعرضت، على ما يبدو، لانتكاسة من باكستان. ذلك أن إسلام اباد اختارت، على الأقل حتى الآن، تجنب الوقوع في شرك الحرب الباردة الطائفية بين الرياض وطهران، وفقا لرأي الكاتب.
في وقت سابق من هذا الشهر، دُعي رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، إلى المملكة لمحادثات عاجلة مع الملك سلمان بن عبد العزيز ومستشاريه. وقد استقبله الملك في المطار للتأكيد على أهمية المحادثات.
وتركز الموضوع الرئيس حول العدوان الإيراني في العالم العربي والموعد النهائي الوشيك للمفاوضات حول المشروع النووي الإيراني.
فالملك يريد ضمانات أكيدة من نواز شريف أن باكستان شريف ستصطف مع السعودية وحلفائها من العرب السنة ضد إيران، وخاصة في الصراع بالوكالة القائم الآن في اليمن.
وفي هذا، أفاد الكاتب أن الملك سلمان كان يريد على وجه التحديد كتيبة عسكرية باكستانية للانتشار في المملكة للمساعدة للدفاع عن الحدود الجنوبية الغربية مع الشمال اليمني الذي يسيطر الحوثيون وتخدم كقوة ردع لأي عدوان إيراني عبر وكلائه.
وهناك سابقة لقوات التدخل السريع التابعة للجيش الباكستاني في السعودية، فبعد الثورة الإيرانية، نشر الجنرال محمد ضياء الحق لواء مدرع باكستاني من النخبة في المملكة بناء على طلب الملك فهد لردع أي تهديدات إرهابية للبلاد. في كل شيء، وخدم حوالي 40 ألف عسكري باكستاني في السعودية لأكثر من عقد. وما بقي اليوم في الخدمة إلا بعض المستشارين والخبراء الباكستانيين.
ونقل الكاتب عن مصادر باكستانية أن شريف قرر على مضض عدم إرسال قوات إلى المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن. ووعد شريف بتوثيق التعاون العسكري في مكافحة الإرهاب ولكن اعتذر عن إرسال قوات في المستقبل القريب. كما رفضت باكستان أيضا نقل سفارتها في اليمن من صنعاء إلى عدن، كما فعلت بالسعودية ودول مجلس التعاون الخليج الأخرى.
وجادل الباكستانيون بأن جيشهم يعاني، أصلا، من تحمل أعباء فوق طاقته في مواجهة العدو التقليدي، الهند، والتهديد المتزايد من حركة طالبان الباكستانية.
وقال الكاتب إن باكستان تعاني أصلا من التوترات الطائفية الخطيرة والعنف. إذ يبلغ الشيعة هناك 20٪ من الباكستانيين، ولوحظ زيادة عمليات العنف الطائفي في السنوات الأخيرة. كما لدى إيران وكلاءها في باكستان أيضا، وسبق لهم وأن هاجموا أهدافا سنية في الماضي. ومواجهة لمثل هذه الصعوبات في الداخل، أبلغ شريف الملك سلمان أنه ليس أوان القوات الآن.
نواز شريف بطبيعته رجل حذر وصانع قرار متأنَ جدا، لذا لم يغلق الباب كلية وإنما ترك الخيار مفتوحا أمام نشر قوات في المملكة مستقبلا إذا ازداد الوضع الأمني سوءا. وكان واضحا وصريحا مع الملك بأن باكستان لا تزال حليفا قويا للسعودية.