تتدفق الأموال بكثافة من دولة الامارات الى قطاع غزة عبر مصر التي تحكم الحصار على قطاع غزة ولا تسمح بمرور أية مساعدات ما لم تكن قادمة من رجال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فيما كشف مصدر فلسطيني فتحاوي لموقع “أسرار عربية” تفاصيل المؤامرة التي تجري حالياً في القطاع وتهدف لإعادة القيادي الهارب محمد دحلان لينفذ انقلاباً ضد حركة حماس في غزة وضد الرئيس محمود عباس في الضفة.
ويقول المصدر إن الامارات بدأت منذ عدة شهور تمويل مشروعات كبيرة لصالح محمد دحلان في غزة، كما أعطت الضوء الاخضر لدحلان وزوجته جليلة لإغداق الأموال والأعطيات على التنظيمات والتكتلات السياسية الفلسطينية، وعلى العديد من الشخصيات من أجل شراء الولاءات وهو ما تم بالفعل، وهو ما يفسر ظهور لافتات في مختلف أنحاء غزة مؤخراً تشكر دولة الامارات على أعطياتها ومشاريعها الخيرية في القطاع.
والقيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان يقيم حالياً في إمارة أبوظبي ويعمل مستشاراً أمنياً لدى ولي عهد الامارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويسود الاعتقاد أنه أصبح الرجل الاول والآمر الناهي في دولة الامارات ويكاد لا يصدر قرار الا بعد المرور عليه، وكان دحلان قد فر هارباً من قطاع غزة الى مصر في حزيران/ يونيو من العام 2007 بعد أن اضطرت حركة حماس الى الحسم عسكرياً باستخدام القوة واستولت على كافة المقرات والأجهزة الأمنية.
وكان دحلان لحظة هروبه من غزة مديراً لجهاز الأمن الوقائي، كما أنه أحد أبرز قادة حركة فتح، إلا أن فشله في غزة وهروبه منها أغضب الرئيس محمود عباس في رام الله، وهو ما تسبب لاحقاً بفصله من حركة فتح وإحالته الى القضاء الفلسطيني الذي بدأ يكشف العديد من ملفات الفساد التي تورط فيها الرجل.
وبالعودة الى تفاصيل الخطة الاماراتية الدحلانية فان المصدر الفلسطيني يشير الى أن الامارات تدعم دحلان من أجل أن يقوم بتنفيذ انقلاب مزدوج في الاراضي الفلسطيني يقوم بموجبه بطرد حماس من غزة، وطرد عباس من رام الله، ويستولي على السلطة بدعم اسرائيلي على الارض، ومالي من الامارات، وشعبي من بعض الفلسطينيين والمنظمات الذين يكون قد اشترى ولاءاتهم، فضلاً عن أنه سيروج -وربما بدأ منذ الان الترويج- الى أنه سيحل مشكلة الانقسام بين الضفة وغزة ويعيد توحيدهما.
وتقول المعلومات أن دحلان ضخ أموالا إماراتية بعشرات ملايين الدولارات الى قطاع غزة، والى مخيمات الضفة الغربية ولبنان والأردن من أجل هذه الغاية، إذ يعمل في الاتجاهين معاً، وهما: الاطاحة بعباس والاطاحة بحماس في آن واحد.
وتقول المعلومات إن جليلة دحلان زوجة القيادي الهارب والتي تعيش في فيلا على شواطئ أبوظبي هي التي تتولى العديد من المشروعات الخيرية والنسائية بما في ذلك تقديم المعونات المالية والمساعدات الانسانية للفقراء والايتام والمحتاجين من اجل الترويج لزوجها محمد دحلان ودعمه سياسياً.
ويبدو أن خطورة المشروع الاماراتي تكمن في أن أبوظبي تقوم بدعم كافة الحركات الانقلابية والثورات المضادة في العالم العربي، بعد أن أصبحت تعتبر أن أية انتخابات أو حركة تحرر عربية يجب أن لا تنجح لأن نجاحها قد يعني توسع مساعي التحرر في العالم العربي.