أثار إعلان السلطنة عن تخصيص معونة مالية وقدرها 500 مليون دولار أميركي لدعم الاقتصاد المصري، حفيظة مواطنين ومدونين ونشطاء على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي. و استنكر مواطنون الدعم العُماني للحكومة المصرية في ظل انخفاض أسعار النفط، والعجز المسجل لموازنة الدولة في السلطنة، والذي قد يتجاوز المليارين في ميزانية 2015.
وطالبَ مواطنون ونشطاء عبر وسم ( هاشتاج ) #عمان_تدعم_مصر_بنصف_مليار بتوجيه الاستثمار داخل السلطنة وإيجاد فرص عمل للعمانيين.
فيما يرى آخرون أن الدعم المقدم لمصر قد يعود بفوائد سياسية واقتصادية للسلطنة بحسب رأيهم.
وقالت الشماء الجهضمي أن هناك باحثين عن عمل، وتوجه حكومي برفع الدعم عن المحروقات، فضلا عن انخفاض أسعار النفط وتردي البنية التحتية قائلة : ” واقعنا الاقتصادي لا يستحق هذا التبذير! “
وأبدى المختار الهنائي استغرابه من تقديم السلطنة منحة لدعم الاقتصاد المصري مشيرًا أن السلطنة استقبلت منحة كويتية في 2014 ثم منحة إماراتية ثم قرض كويتي فضلا عن العجز المتوقع لموزانة السلطنة بقيمة 2.5 مليار، وختم تغريدته بقوله ” وفي الآخر ندفع لمصر منحة !”
ويتساءل بسّام أبو قُصيدة: هل سينال الشعب المصري من هذا الدعم شيئا؟ وقال: لو أن هذه الملايين ستذهب لخدمة (الشعب) المصري فحينها سيكون الدعم واجبا .
في المقابل يرى آخرون أن الدعم العماني المقدم لمصر قد يعود بفائدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي للسلطنة في المستقبل، وأشار نبهان المعولي أن تقديم مساعدات للدول المتأزمة اقتصادياً هو التزام دولي “أدبي” بحسب قوله؛ ولا يخلو الأمر من عوائد سياسية واقتصادية إيجابية ولو على المدى البعيد.
و يرى المعتصم البهلاني أن الهدف من تقديم الدعم المالي لمصر بهدف سياسي بحت بحسب رأيه، وأوضح أن “الدول تقوم بتقديم مثل هذا الدعم عادة ما يكون استحقاقات سياسية لتحقيق مكاسب سياسية بحتة، وأظن أن هذا هو الأمر الحاصل هنا” في إشارة للعد المقدم من السلطنة لمصر، وأضاف: أن هناك أولويات في الداخل كان يمكن توجيه هذه الأموال إليها على المدى القريب؛ ولكن كبعد استراتيجي طويل المدى عدم الدعم تماماً خطأ. شخصياً، كنت أتمنى أن يقتصر دعم السلطنة على شق الاستثمارات على مدى خمس سنوات، وتأجيل الدعم المادي إلى حين ارتفاع أسعار النفط على الأقل.
ووصف البهلاني الدعم العماني لمصر بشقيه المادي والاستثمارات بـ ” المتزن سياسيًا” وأوضح أن عدم دعم السلطنة قد يؤثر على علاقتها مع الإمارات والسعودية والكويت، والدعم المبالغ فيه قد يؤثر على علاقتها مع قطر
وكان الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، قد أعلن الجمعة الماضية، في الكلمة التي ألقاها في افتتاح أعمال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري عن تخصيص السلطنة معونة مالية وقدرها 500 مليون دولار أميركي لدعم الاقتصاد المصري كمساهمة منها، موضحا أنها سوف تصرف على خمس سنوات قادمة، منها 250 مليون دولار سيتم توجيهها للاستثمارات في مصر و 250 مليون دولار لدعم السوق المالية.
رحمة البلوشي – البلد