كتب صفاء عبد الحميد : بعد أن أوشكت معركة تكريت التي قادتها إيران بشكل مباشر، على الانتهاء، أوعزت طهران إلى حليفها اللبناني زعيم حزب الله حسن نصر الله، بتجهيز مقاتلين لدعمها في معركة
الموصل المرتقبة، بحسب ما كشف مصدر مطلع .
وأكّد قيادي رفيع المستوى في مليشيا “الحشد الشعبي”، فضل عدم نشر اسمه، أنّ “نصر الله وافق على إرسال نحو 800 من مقاتلي حزبه، يمثلون قوات النخبة، بعد طلب إيراني عراقي قُدّم له رسمياً للمشاركة في معركة الموصل المرتقبة”.
وأشار المصدر نفسه، إلى أنّ “أسباب دعوة حزب الله سياسية وعسكرية؛ إذ إنّ اعتراضات القادة السنة والكتل الوطنية على التدخل الإيراني في العراق، بوصفهم “فرس” أو محتلين أجانب، لم يتكرر مع حزب الله، كونه قوة لبنانية عربية جاءت لتساعد إخوانها العرب، كما هو الظاهر، وعندها لن يتمكن آل النجيفي (أثيل النجيفي محافظ الموصل، وأسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية) من الاعتراض على وجود حزب الله”.
وأضاف أنّ “الهدف العسكري هو لتشابه تضاريس الجنوب اللبناني الحدودي مع فلسطين المحتلة، مع بيئة وتضاريس الموصل الجبلية والسهلية، فضلاً عن خبرتهم في قتال المناطق المفتوحة أو تلك الضيقة (حرب الشوارع)”. وأشار الى أنّ “المقاتلين سيكونون مجهّزين بالسلاح والعتاد الخفيف حين يدخلون العراق، فيما تعمل إيران على تجهيزهم بالسلاح الثقيل للتمهيد للمعركة الحاسمة في الموصل”.
وأكّد المصدر نفسه، أنّ “مقاتلي حزب الله يدخلون العراق في غضون أسبوعين أو ثلاثة، ما لم يحدث شيء على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، كما حصل عندما تم سحب مستشاري الحزب من العراق الشهر الماضي، إثر الهجوم على القوات الإسرائيلية هناك”. وأوضح أن عناصر حزب الله “سيدخلون إلى معسكرات خاصة، وسيكون مركزهم الرئيسي مدينة سامراء، وسيعملون على الاستعداد ورسم خطط مهاجمة الموصل”.
وقال إن إيران “تهدف من وراء ذلك إلى إجهاض نوايا أميركية، نادى بها أعضاء في الكونغرس، لمشاركة قوات برّية أميركية في تحرير الموصل”.وأشار المصدر في مليشيا “الحشد الشعبي” إلى أنّ “إيران بدأت بتجهيز غرفة عمليّات مشتركة في سامراء، بقيادة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وبمعيّة قادة “الحشد الشعبي” وقادة المليشيات الأخرى، بينهم حزب الله”، موضحاً أنّ “المهمة الأساسية لغرفة العمليات ستكون دراسة الموصل من مختلف الجوانب، والعمل على وضع خطة ميدانيّة تتناسب مع وضع المدينة من الناحية الجغرافية، على اعتبارها مركز ثقل لتنظيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش)”.
وأكّد المصدر أنّ “إيران تحاول أن تقود المعركة بلا مشاركة قوّات التحالف، وسيكون لطيرانها الدور المهم في الضربات الجويّة الاستباقيّة في التمهيد للمعركة وأثناءها”. وأضاف أنّ “تسليح المعركة سيكون بالاعتماد على السلاح المتوفر في العراق، فضلاً عن إدخال السلاح المطلوب من إيران”. وشدّد على أنّ “معركة الموصل ستكون إيرانيّة بحتة، بلا منازع”.
من جهته، انتقد عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الوهاب البجاري، “تسليم الحكومة العراقيّة زمام أمورها الى إيران، وإنهاء الدور العراقي في معاركه المصيريّة”. وقال البجاري إنّه “على الرغم من حاجة أهالي الموصل للتخلص بأيّ شكل من الأشكال من تنظيم (داعش)، فإن إقصاءهم عن المشاركة في معركتهم أمر غير مقبول”، مبيناً أنّه “من غير الممكن أنّ تقاتل قوات دخيلة على العراق قوات دخيلة أخرى، وتصفي الحسابات فيما بينها، في وقت لا حول ولا قوة به لأهالي العراق، فقط سيكونون ساحة لتصفيّة الحسابات”.
وتساءل البجاري عن “دور قوات تحرير الموصل، التي تضم آلاف المتطوعين من أهالي المدينة ومن النازحين منها، والذين يتدربون ويستعدون منذ فترة لهذه المعركة”، مؤكّدا أنّهم “لن يقبلوا العمل تحت قيادة إيران، وأن إغفال دورهم سيكون له أثر كبير على سير المعركة”.
ودعا البجاري الحكومة العراقيّة إلى “منح أهالي الموصل فرصة للثأر من (داعش)، وألا تحملهم منة من قبل إيران وأنصارها”، محذّرا من “عواقب وخيمة ستظهر آثارها على المدن العراقيّة بعد إخراج (داعش)، لأنّ إيران لا تقاتل حباً بالعراق، بل لأجل أجنداتها الخاصة التي لا تراعي فيها العراقييّن، وخصوصاً المكوّن السني”.
يشار الى أنّ إيران قادت معركة تكريت بشكل مباشر، وكان لها الدور الأكبر خلال المعركة، الذي تمثل بالحرس الثوري وقائده الموجود على الأرض قاسم سليماني، فيما تحدثت عقب ذلك عن أنّ إيران “إمبراطوريّة فارس وعاصمتها بغداد”، الأمر الذي يؤكّد مخاوف العراقيين من أهداف إيران المحتملة في العراق.