تناقل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن توجه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية – حماس، إلى الرياض استجابة لدعوة وجهتها إليه المملكة.
واعتبر المراقبون أن توجه خالد مشعل إلى الرياض – في حال صحت الأنباء – يمثل تغيرا كبيرا في الرؤية السياسية للمملكة بعد تولي الملك سلمان الحكم في يناير الماضي، حيث كانت حماس من المنظمات المغضوب عليها سعوديا بسبب الدعم السعودي للنظام الانقلابي في مصر، والذي كان يعتبر حركة حماس حركة إرهابية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد نشرت خبر تعزية خالد مشعل للملك سلمان في وفاة الملك عبد الله والتي قدمها للسفير السعودي في قطر، مما أثار تساؤل المراقبين في حينه حول تغير الموقف السعودي من حركة حماس والذي جاء متزامنا مع أنباء حدوث فتور بين النظام السعودي الجديد والنظام الانقلابي في مصر.
وحكمت محكمة مصرية باعتبار حركة حماس حركة إرهابية في الثامن والعشرين من فبراير الماضي، وهو القرار الذي جاء بعد رفع دعوى من أحد المحامين انضمت لها بعد ذلك هيئة قضايا الدولة الممثلة للحكومة.
وقالت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن الحكومة التي طعنت على الحكم أمس الأربعاء، قامت بذلك تحت ضغط سعودي، خوفا من توجه الحركة نحو إيران.
وأشارت المصادر إلى أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أبدى استياء ورفضا للحكم الذي أصدرته محكمة القاهرة للأمور المستعجلة نهاية الشهر الماضي، مرجعا سبب استيائه إلى أن هذا الحكم سيدفع حماس لتوطيد علاقتها بشكل أكبر مع المحور الإيراني.
وأوضحت المصادر أن رئيس سلطات الانقلاب، الجنرال عبد الفتاح السيسي، تلقى طلبا مباشرا من قبل مسؤولين سعوديين بتوجيهات من الملك سلمان بالعمل على إلغاء الحكم، والذي تلاه مباشرة طعن الحكومة على الحكم، رغم أنها كانت من رافعي الدعوى.
وقالت المصادر إن النظام المصري أدرك أنه لابد من التعامل مع حماس في المستقبل القريب أو البعيد، نظرا لأنها طرف فلسطيني رئيسي لا يمكن تجاوزه في ملفات المصالحة ومفاوضات التهدئة مع إسرائيل، كما أن حماس تسيطر على قطاع غزة.
وأكدت المصادر أن مصر لن تتحرك بشكل فعلي لإلغاء الحكم إلا بعد أن تتعهد حماس بعدم التدخل في الشأن المصري الداخلي، وبوقف الحملة الإعلامية ضد النظام الانقلابي والجنرال السيسي في وسائل الإعلام التابعة لها.
وتوقع المراقبون أن يحدث تغير في السياسات المصرية تجاه غزة تحديدا في الفترة المقبلة نتيجة تغير الموقف السعودي من حركة حماس وضغطه على نظام الانقلاب بشأن ذلك، حيث كتب الكاتب السعودي والإعلامي جمال خاشقجي اليوم عبر حسابه في تويتر يقول: ” الحكومة المصرية مشكورة في إطار التفاهمات العربية الجارية سوف تزيد من ساعات فتح معبر رفح تدريجيا وترتب حاليا مع السلطة لفتحه بشكل دائم”.
واعتبر مراقبون أن السعودية تسعى إلى إعادة العلاقة مع حماس في إطار تغير السياسة الخارجية السعودية للبحث عن إيجاد تحالف سني كبير تقوده السعودية لمواجهة المد الشيعي في المنطقة، حيث تعتبر الرياض مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة من أولى أولوياتها السياسية في نظام الملك سلمان بن عبدالعزيز.
واستقبلت قصور الرياض الحاكمة خلال 45 يوما من حكم الملك سلمان وفدين ممثلين للإخوان في العالم، أحدهما كان وفد حركة النهضة التونسية، الممثلة لإخوان تونس، والذي كان على رأسه زعيم الحركة راشد الغنوشي، خلال تلقي الملك سلمان العزاء في شقيقه الراحل الملك عبدالله.
وتسببت الأزمة اليمنية في استقبال المسؤولين السعوديين لوفد من حزب التجمع اليمني للإصلاح، الممثل لإخوان اليمن، حيث تم التباحث معه حول طرق مواجهة الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على مقاليد الأمور في اليمن.
شؤون خليجية