تداول اليوم نشطاء وثيقة سرية تفضح تورط الإمارات في دعم محمود جبريل بمبلغ 28 مليون درهم، وهو- المحسوب على نظام القذافي، والداعم للواء الانقلابي خليفة حفتر، الذي يواجه الثوار الليبيين في طرابلس- بناء على طلبه.
والوثيقة عبارة عن أمر صرف صادر إلى وكيل وزارة الخارجية الإماراتي، ليقوم بدفع المبلغ إلى جبريل، وذلك يوم 23 ديسمبر 2012، أي قبل نحو عامين من الآن، وقبل أن يحدث الانقسام في ليبيا، وقبل أن تنزلق الأمور إلى ما آلت إليه الآن– بحسب موقع أسرار عربية، الذي يشير إلى أنه بهذه الوثيقة تتأكد المعلومات التي يجري تداولها بأن الإمارات هي التي توجه جبريل، وأن الأخير ليس سوى عميل لنظام الحكم في أبوظبي، وتحديدًا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ومحمود جبريل هو عضو في المجلس الوطني الليبي لتحرير ليبيا منذ 5 مارس 2011، ورئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني السابق في ليبيا ومدير مجلس التطوير الاقتصادي سابقًا، بالإضافة لكونه أمين عام جمعية “الأفق القادم”، كما أنه استفاد من إسقاط مجلس طبرق لقانون العزل السياسي، الذي طاله باعتباره مسؤولًا سابقًا في نظام القذافي، ويقود الآن حزب تحالف القوى الوطنية.
وسبق وأن تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي، صورة لقائمة ممثلي الدول في مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي المقام في سويسرا، والتي جاء فيها اسم السياسي الليبي جبريل، كممثل لدولتي ليبيا والإمارات معًا، فيما وضع أمام اسمه صفة قائد، دون تحديد ماهية القيادة التي يقودها.
وفيما لم يعلن رسميًا لماذا يمثل محمود جبريل دولة الإمارات، أو لماذا وصف بكونه قائدًا؟، اعتبر مراقبون أن هذا التمثيل دلالة أخرى على التدخل الإماراتي الكبير في الشأن الليبي.
ونشرت مجلة فورين بوليسي تقريرًا العام الماضي، عدت فيه محمود جبريل من رجال الإمارات في ليبيا، مشيرة إلى أنه قاد عمليات تقريب بين قيادات سياسية وعسكرية وأمنية سابقة في نظام القذافي في أبوظبي، كان من بينهم اللواء خليفة حفتر.
ويعرف عن دولة الإمارات دعمها الكبير لقوات اللواء خليفة حفتر في ليبيا، والذي يقود عملية عسكرية ضد قوات الثوار منذ يونيو الماضي، والذي يدعمه برلمان طبرق، حيث أمدته بعتاد عسكري ولوجيستي، بحسب تقارير، كما أنها شاركت عبر طيرانها عدة مرات في قصف مواقع لقوات الثوار المدعومة من برلمان طرابلس.
كما أثارت التسجيلات المسربة الأخيرة، التي أذاعتها قناة “بانوراما ليبيا” مساء الخميس 19 فبراير 2015، والتي ذكر فيها مدير مكتب قائد الانقلاب العسكري في مصر بعض حكام الإمارات، والقيادي الفتحاوي الهارب محمد دحلان، الذي يعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي، أثارت تساؤلات قوية وجدلًا واسعًا حول علاقة الإمارات بمحاولات الانقلاب الفاشلة والمتكررة في ليبيا، على المؤتمر الوطني والثورة والحكومة الليبية.
{gallery}ly{/gallery}